دينيّة
04 أيار 2024, 10:00

الإفخارستيّا والكتاب المقدّس

تيلي لوميار/ نورسات
بقلم الخوري عزيز بومارون

 

"هذا هو ظهورُ يسوع الأخير قبل صعودهِ إلى السماء. يضعه الإنجيليّ لوقا (لو 24/36-48) مباشرةً بين رواية تلميذيّ عمّاوس وحدث الصعود. هناك أوجه تشابُه مع نصّ تلميذيّ عماوس:  

الطعام وهو رمزٌ للإفخارستيا.

شرح الأحداث على ضؤِ الكتابِ المقدّس.

هذا تأكيدٌ أنَّ الإفخارستيا والكتابُ المقدّس هما الوسيلتان الضروريّتان لمعرفة حقيقة يسوع المسيح.  

قال لهم يسوع: "السَّلامُ لكم"؛ هذه أوّل عطيّة من يسوع القائم من الموت. لم يُعاتِب ولم يُوبِّخ بطرس على نكرانه، بل أعطاهم السلام.                                                  

"فٱرْتَاعُوا، وٱسْتَوْلى عَلَيْهِمِ الخَوْف، وكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُم يُشَاهِدُونَ رُوحًا".لوقتها لم يفهموا حقيقةَ قيامة يسوع من بين الأموات رغم خبريّات الشهود. فالقيامةُ حدثٌ شخصيّ نختبره عندما نلتقي بيسوع في حياتنا اليوميّة. الخوف كان الحاجز الذي لم يَدع التلاميذ يتعرّفوا على يسوع بعد قيامته. لم يخافوا منه بل خافوا أن يكون شبحًا وليس حقيقةً فيُرجِع لهم سعادةً مزيَّفة. لم يُريدوا خيبةَ أملٍ ثانية! سلامُ المسيح لا يفعلُ بطريقةٍ صحيحةٍ إن لم نُجاذِف ونؤمن. فالإيمانُ بِحَدِّ ذاته مجازفةٌ إن قِسناهُ على مستوى العقل. صعوبةُ الإيمان هي أن نُصدِّق كلَّ شيءٍ مُخالف لقواعدِ العقلِ والمنطق. يقولُ أحد اللاهوتيّين: "الإيمانُ ليس أن نعرف ما هو المستقبل، بل أن نعرف من هو حاملُ المستقبل"!                                                    

كم نحن بحاجة أحبّائي أن نعود إلى سِنّ القربانة الأولى لكي نشعرَ فعلاً ونختبرَأنَّ يسوع حيٌّ في قلوبنا! هو معنا ولا يتركنا حتى ولو نحن تركناه. في كلّ لحظةٍ يدعونا المسيح الحيّ، لأن نراهُ ونتعرّف عليه وننضَّم إليه لنكتشفَ حياتنا الجديدة التي هي حياةُ القيامة! معه، لا موتَ بعد اليوم...                                  

"وأَنْتُم شُهُودٌ عَلى ذلِكَ". البشارة الحقيقيّة هي بالشهادة وعيش حياتنا اليوميّة حسب قِيَم المسيح وتعليمه. قدَّم لنا يسوع حياةَ القيامة، فأقَّل ما نفعل هو أن قدّم له الشهادة، وكلّنا شهودٌ... "