بيئة
28 شباط 2017, 08:38

الأمم المتحدة تعلن الحرب على إلقاء البلاستيك في المحيطات

أطلقت الأمم المتّحدة للبيئة اليوم حملة عالميّة غير مسبوقة للقضاء على المصادر الرئيسيّة للنفايات البحريّة: الحبيبات الدقيقة المستخدمة في مستحضرات التجميل، والاستخدام المفرط والمسرف للبلاستيك الذي يستخدم لمرّة واحدة بحلول عام 2022.

وتحث حملة #بحار_نظيفة، التي تمّ إطلاقها خلال قمّة الاقتصاديّين العالميّة المعنيّة بالمحيط في مدينة بالي، الحكومات على الإلتزام بسياسات الحدّ من استخدام البلاستيك؛ والتي تستهدف الشركات الصناعيّة لتقليل إنتاج البلاستيك؛ وتدعو المستهلكين لوضع حدّ لهذه العادة المتمثّلة في استخدام البلاستيك - قبل أن ينتهي بها المطاف في بحارنا.
وقال السّيّد إريك سولهايم، المدير التنفيذيّ للأمم المتحدة للبيئة، "لقد حان الوقت لنعالج مشكلة البلاستيك التي تفسد محيطاتنا. حيث ينتشر التلوّث البلاستيكيّ على الشواطئ الإندونيسيّة، والذي ينتهي به المطاف في قاع المحيط في القطب الشمالي، والذي يزداد من خلال السلسلة الغذائيّة على موائد طعامنا".  لقد انتظرنا فترة طويلة حتى تفاقمت المشكلة. ولذلك علينا حلّ هذه المشكلة ووقف التلوّث البلاستيكيّ في المحيط".
وعلى مدار العام، ستعلن حملة #بحار_نظيفة عن تدابير طموحة من قبل الدول والشركات للقضاء على الحبيبات الدقيقة المستخدمة في منتجات العناية الشخصيّة، وستحظر أو ستفرض ضريبة على استخدام أكياس البلاستيك التي تستخدم لمرة واحدة، والحدّ بشكل كبير من المواد البلاستيكيّة الأخرى التي تستعمل لمرة واحدة.
وقد انضم نحو عشرة بلدان بالفعل إلى الحملة بتعهدات كبيرة لتنظيف بحارها.  فقد التزمت إندونيسيا بخفض 70 في المائة من القمامة البحريّة بحلول 2025. وفرضت أوروغواي ضرائب على استخدام أكياس البلاستيك التي تستخدم لمرّة واحدة في وقت لاحق من هذا العام، وستتّخذ كوستاريكا تدابير للحدّ بشكل كبير من استخدام البلاستيك الذي يستخدم لمرة واحدة من خلال تحسين إدارة النفايات والتعليم.
وفي كل عام، ينتهي المطاف بأكثر من 8 ملايين طن من البلاستيك في المحيطات، التي تسبب أضرارًا على الأحياء البحريّة ومصائد الأسماك والسياحة، وتكبدنا خسائر بما لا يقل عن 8 مليارات دولار بسبب الأضرار التي تلحقها بالنظم الإيكولوجيّة البحريّة. ويعدّ 80 في المائة من جميع القمامة العائمة في المحيطات لدينا من نفايات البلاستيك.
ووفقا لبعض التقديرات، ومع معدل إلقاء النفايات في المحيطات مثل الزجاجات البلاستيكيّة، وأكياس البلاستيك والأكواب البلاستيكيّة بعد استخدامها مرّة واحدة، فبحلول عام 2050 ستحمل المحيطات نفايات بلاستيكيّة تفوق عدد الأسماك وسيكون قد ابتلعت نحو 99 في المائة من الطيور البحريّة النفايات البلاستيكيّة.
وتدعم السّيّدة ناديا هوتاغالونغ عارضة الأزياء الشهيرة هذه الحملة من خلال دعوة شركات صناعة مستحضرات التجميل لوقف إضافة حبيبات البلاستيك الدقيقة في منتجاتها. ومع إلقاء ما يصل الى 51 تريليون من النفايات – وهي 500 مرة أكثر من عدد النجوم في مجرّتنا-  فهذا يفسد بحارنا، ويهدّد بشكل خطير الحياة البحريّة.
كما انضم إلى الحملة أشهر العلامات التجاريّة المعترف بها عالميًا أيضًا. وقد كشفت اليوم شركة ديل DELL الشهيرة العاملة في مجال الكمبيوتر عن سلسلة توريد تجاري يتم فيه استخدام البلاستيك الذي تمّ صيده من البحر بالقرب من هايتي. وسوف تستخدم الشركة العملاقة في مجال الكمبيوتر البلاستيك المعاد تدويره والمستخرج من المحيط في تعبئة وتغليف منتجاتها.
وقال السّيّد بييوش بهارغافا نائب الرئيس التنفيذيّ للعمليات العالميّة لشركة DELL " إن شركة DELL تتعهد باستخدام التكنولوجيا والخبرات للعمل من أجل الحدّ من إلقاء النفايات البلاستيكيّة في المحيط. " وتعمل سلسلة إمدادنا الجديدة على تقريبنا خطوة أقرب إلى رؤية الأمم المتحدة للبيئة المعنيّة بالبحار النظيفة من خلال إثبات أن البلاستيك المعاد تدويره المستخرج من المحيط يمكن أن يعاد استخدامه تجاريا".
وستكون هذه النُهج حاسمة للحدّ من إلقاء القمامة البحريّة. واليوم، نحن ننتج البلاستيك بمقدار يساوي عشرين مرة أكثر من إنتاج البلاستيك في عام 1960.  ويستخدم ثلث جميع البلاستيك المصنع في عمليات التغليف. وبحلول عام 2050 سنضطر إلى مضاعفة إنتاج البلاستيك إلى ثلاثة أضعاف لتلبيّة طلباتنا من البلاستيك. والذي سينتهي جزء كبير منه في نهاية المطاف في المحيطات حيث سيبقى هناك لقرون.
وقد انضم أدريان غرينير الممثل الشهير والمعروف الذي قام بأدوار عدة في برامج التليفزيون والأفلام، ومؤسس مؤسسة الحوت الوحيد، إلى حملة #بحار_نظيفة، وطلب من الناس أن تعيد التفكير في خياراتهم اليوميّة.
وقال أدريان غرينير "سواء اخترنا استخدام الأكياس البلاستيكيّة في محال البقالة أو شرب السوائل من خلال أنابيب الامتصاص البلاستيكيّة (الشفاطة)، فإن قراراتنا اليوميّة المتعلّقة باستخدام البلاستيك لها تأثير كبير على محيطاتنا"، "إلا أنّنا لدينا القدرة على إحداث التغيير".
وأود اليوم أن أغتنم هذا التعهد العلني للقيام بدوري المتمثل في رفض استخدام البلاستيك الذي يستخدم لمرة واحدة، بدءًا من أنابيب الامتصاص البلاستيكيّة، وأيضًا تأكيد التزامي بالعمل مع القادة مثل العمل مع شركةDell  لتقليل التعبئة والتغليف البلاستيكيّ. وإذا ما بدأنا بإحداث تغيير واحد صغير وخضع كلّ منّا للمساءلة كل، فأعتقد أننا سنتمكن معًا من إلهام العمل العالميّ لجعل محيطاتنا أكثر نظافة.
ومن المتوقع أن يكون هناك إعلانات رئيسيّة خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمحيط الذي سيعقد في يونيه في مدينة نيويورك في الفترة ما بين 5-9 يونيه، وجمعيّة الأمم المتّحدة للبيئة التي ستعقد في ديسمبر في نيروبي، بكينيا.
اقتباسات إضافية
قال السّيّد هامش دواد الممثل والمذيع التليفزيونيّ الأندونيسيّ الشهير: "أبعث بتحيّاتي من واحدة من أجمل الأماكن على كوكب الأرض، ولكن إدماننا على استخدام البلاستيك السيئ يخنق ببطء السواحل الغالية والحياة البحريّة التي ننعم بها جميعًا. انضموا إليّ للقضاء على إلقاء البلاستيك في البحار – وعلينا البدء بقول "لا" لاستخدام البلاستيك غير الضروري في حياتنا اليوميّة الذي ينتهي به المطاف في البحار – وعلينا رفض استخدام أكياس التسوّق البلاستيكيّة، ورفض أنابيب الامتصاص البلاستيكيّة، واستبدال زجاجات المياه البلاستيكيّة بالمياه المصفيّة. إنني أدعم اليوم الأمم المتّحدة للبيئة في حث الحكومات، والشركات التجاريّة والمستهلكين لوضع حد لعادتنا البلاستيكيّة الخطرة.
قال السّيّد فيدار هيلغسين، وزير المناخ والبيئة في النرويج: في الأوروغواي، "إن حفظ بحارنا نظيفة والمحافظة على الحياة البحريّة من التعرض للبلاستيك هي مسألة ملحّة بالنسبة للنرويج. حيث تشكل القمامة البلاستيكيّة البحريّة تهديدًا متزايدًا سريعًا في الحياة البحريًة، وتؤثر سلامة الأغذيّة البحريّة سلبًا على حياة النّاس في المناطق الساحليّة في جميع أنحاء العالم. ونحن نشجّع جميع بلدان العالم للانضمام إلى حملة #بحار_نظيفة ووضع تدابير فعالة لتجنّب استخدام البلاستيك الذي يستخدم لمرة واحدة والذي ينتهي به المطاف في البيئة. لا يمكن لمحيطاتنا الانتظار أكثر من ذلك."
قال السّيّد إنيدا دي ليون وزير الإسكان وتخطيط الأراضي والبيئة في أوروغواي: "إن هدفنا هو الحدّ من استخدام الأكياس البلاستيكيّة من خلال وضع لوائح، وإعطاء بديل للعاملين في قطاع النفايات، وتطوير خطط التعليم بشأن أثر استخدام الأكياس البلاستيكيّة على البيئة. وتعد هذه الإجراءات أساسيّة لتحقيق التنميّة المستدامة. وإنّ أوروغواي ملتزمة بالمضيّ قدمًا في هذا الإتّجاه، وأن حملة #بحار_نظيفة هي بالتأكيد مساهمة قيّمة جدًا."
وقال السّيدّ بيتر توماس، رئيس الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة: "المحيط هو شريان الحياة في كوكبنا، ولكنّنا نسمّم هذا المحيط من خلال إلقاء ملايين الأطنان من البلاستيك سنويًّا. لقد حان الوقت لتحويل دفّة الأمور بشأن القمامة البحريّة. وفي حين تستعد دول العالم للمشاركة في مؤتمر المحيط الذي سيعقد في نيويورك، في الفترة ما بين 05-09 يونيه، فإنني أحثّ كل الدول على الإنضمام إلى حملة #بحار_نظيفة وتقديم تعهّد طموح للحدّ من استخدام البلاستيك الذي يستخدم لمرة واحدة. سواء كان ذلك عن طريق فرض ضريبة على الأكياس البلاستيكيّة أو فرض حظر على الحبيبات الدقيقة المستخدمة في مستحضرات التجميل، وينبغي على كل بلد القيام بواجبها للحفاظ على سلامة الحياة في المحيط."
ملاحظات للمحررين
نبذة عن حملة #بحار_نظيفة
إن حملة #بحار_نظيفة هي حركة عالميّة تستهدف الحكومات والشركات الصناعيّة والمستهلكين للحدّ بصورة عاجلة من الإنتاج والاستخدام المفرط للبلاستيك الذي يلوّث محيطات الأرض، ويلحق الضرر بالحياة البحريّة ويهدّد صحّة الإنسان. وتهدف الأمم المتّحدة للبيئة لتحويل جميع مجالات التغيير - العادات والممارسات والمعايير والسياسات في جميع أنحاء العالم إلى الحدّ بشكل كبير من النفايات البحريّة والضرر الذي يتسبب في إحداثه.
وقد انضمت تسع دول إلى حملة #بحار_نظيفة.  وهذه الدول هي: بلجيكا، وكوستاريكا، وفرنسا، وغرينادا، وإندونيسيا، والنرويج، وبنما، وسيراليون، وأوروغواي.