دينيّة
20 تموز 2016, 10:07

الأب جورج شرايحة يكتب ..الماء والروح وما بينهما

إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله".؟ (يوحنا 3: 5).

بين مولد الماء بالجسد وبين مولود النفس بالروح فاصل يكمن فيه سر الحياة ، فلا حياة ارضية بلا جسد ولا حياة سماوية بلا روح ، ولا حياة تبدأ من الارض بالجسد والنفس وتستقر بالروح في غياهب العلا هناك في سرمد السماء بلا اتحاد الاثنين معا في نفس بشرية واحدة ، هكذا اراد الله في خلقه الانسان ، لكن الانسان يحاول دائما ان يبحر في احد الاتجاهات على حساب الاخر رغم ان المكان الانسب هو الذي اراده الرب يسوع عندما قال للمعلم اليهودي نيقوديموس في نص الاية السالف الذكر اعلاه اي بين الماء والروح، جسد فيه روح ،لا جسد بلا روح ، ولا روح بلا جسد واقصد بالجسد الذي تهجره روح الرب ويبقى يتنفس حياة ارضية محضه. نعم لقد ركز يسوع على الاثنين معا، الماء والروح.

نحتاج نحن البشر ان نرى الروح كي نؤمن بأن لجسدنا هذا خلود يوم ما ولكن الروح تهب حيث تشاء كما قال السيد ولن نرى الروح لكننا نرى حتما اثارها في كل مكان علامات فارقة في كل من سكنه روح الرب وحلت عليه قدرة العلي.انك مولود من رحم امك بهذا الجسد الذي انت فيه ولولا الروح التي سكنته لكان غير حي اوان حيا كان غير عاقل ، لذلك وجب عليك ان تعدل بينهما. ولكن كيف اقيم العدل في كينونتي المزدوجة هذه ؟ ويأتي الجواب سريعا بأن اعطي ما لجسدك لجسدك وما لروحك لروحك في عدل واستقامة ، وهنا يعرف الجميع ما يحتاجه الجسد ولكن البعض يجهل ما لروح من حقوق. حقوق الروح. اولا :يجب ان تقرأ الكلمة من الكتاب المقدس وتسقط نفسك على الناس بأن تستحدث في فكرك ظروف واجواء النص وكأنك من الشهود على ارض الواقع ثانيا يجب ان تدخل في حديث مع الرب تشكر تسبح تطلب ثالثا: ان تذكر دائما ان الروح التي فيك وان لا تراها فهي موجدة ولها صلة خفية بي انفاسك فكان لذلك لنفس والشهيق والزفير دور محوري في تناغم نسمات الحياة مع الروح فواظب على انسجامهما معا رابعا اخلد الى مكان هاديء واصمت لتسمع صوت الله فيك . وفي النهاية يجب ان نعرف اننا لسنا ملائكة نعيش على الارض ولا كائنات حية تعيش بنفس بشرية بلا روح الله

نحن بني ادم بماء الحياة و ابناء الله بالروح والحق.