لبنان
17 نيسان 2020, 11:15

الأب اليان أبو شعر: منطق القيامة هو منطق المغفرة والحوار

تيلي لوميار/ نورسات
ترأس الأب اليان أبو شعر قدّاس خميس الفصح من أسبوع التّجديدات، في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة- زحلة للرّوم الملكيّين الكاثوليك، وألقى عظة للمناسبة قال فيها:

"المسيح قام حقًّا قام!

بهذه التّحيّة الفصحيّة أحيّيكم وأصلّي معكم ومن أجلكم جميعًا.

أيّها الأحبّاء أودّ أن أتأمّل إيّاكم بقيامة المسيح الّتي أعطتنا حياة جديدة وولادة جديدة جعلت من كلّ واحد منّا خليقة جديدة أدخلتنا في ملكوت الله، ملكوت المحبّة والشّركة.

فولادة الإنسان الجديدة هذه انبثقت من موت المسيح وقيامته. أيّ هي ثمرة حبّ الله المتجلّي من موت المسيح على الصّليب.

فالولادة الجديدة الّتي تحدّث بها المسيح مع نيقوديموس لم يقصد بها مطلقًا الولادة الجسديّة كأن يدخل الإنسان بطن أمّه ثانية ويولد من جديد. فعبارة الولادة هنا ترمز إلى أمر روحيّ. وهو أن يولد الإنسان من الله بقلب جديد وفكر جديد فيصبح وكأنّه خُلق من جديد.

فهذه الخليقة الجديدة حدثت للإنسان بالقيامة الّتي جدّدت طبيعتنا ونزعت من قلبه الخوف والظّلمة. وزرعت القوّة والرّجاء والفرح والنّور الّذي هو أقوى من الظّلمة. وأبطلت الخطيئة وسحقت الموت وأثبتت ألوهيّة المسيح وأسّست كنيسة العهد الجديد وأصبح الحبّ الإلهيّ واقعًا معاشًا.

هذه هي الولادة الّتي يدعونا إليها المسيح بقيامته. لأنّ طاقات الحبّ ستجعل أجسادنا تتجلّى مثل جسد المسيح. فنتحرّر من قيود عالمنا من دون أن نخرج من جسدنا.

فالإحتفال بالقيامة لا معنى له إن لم يترافق مع قيامةٍ روحيّة من موتنا وبعدنا عن الله إلى حياةٍ هو محورها ومحرّكها الأساسيّ.

تتطلّب هذه القيامة الرّوحيّة التّوبة والقرار الجريء بالانتقال من الغرق في الماضي إلى حضور دائمٍ مع الرّبّ. من خلال الصّلاة، فالصّلاة الدّائمة تجعل روح الله فاعلاً على الدّوام في ذواتنا، في حياتنا، في تصرّفنا مع الآخرين.

القيامة هي دعوة لنا خصوصًا في هذه الظّروف الصّعبة الّتي نعيشها أن نعرف كيف نحوّل صلبان حياتنا من آلة عذاب ويأس إلى وسيلة خلاص، فالمسيح يقوم في حياتنا ويعطينا حياة جديدة حين تنتصر فينا روح المغفرة، لأنّ منطق القيامة هو منطق المغفرة، منطق الحوار، منطق عدم رفض الآخر، منطق القيامة هو أن أعلم أنّ الرّبّ قد دعاني لأبشّر الجميع، وأختبر فرح نوره في الحياة الجديدة" .