بيئة
03 كانون الأول 2019, 08:20

إنطلاق مؤتمر الأطراف 25 في مدريد

الأمم المتّحدة
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن البشرية ستكون على أحد المسارين بحلول نهاية العقد المقبل، إما طريق الاستسلام، حيث الوصول إلى نقطة اللاعودة، وهو ما يهدد صحة وسلامة الجميع على هذا الكوكب، أو طريق الأمل وهو طريق العزم والحلول المستدامة.

 

وأشار إلى أن الاقتصاد الأخضر ليس شيئا يمكن خشيته، بل فرصة ليتم تبنيها، وهو ما يمكن أن يعزز جهودنا لتحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة.

وأشار الأمين العام خلال كلمته الرئيسية في افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في مدريد والذي بدأ أعماله اليوم الإثنين ويستمر لمدة أسبوعين إلى أن مسار الأمل هو مسار يبقي المزيد من الوقود الأحفوري في داخل الأرض حيث ينبغي أن يكون، ونحن في طريقنا إلى حياد الكربون بحلول عام 2050، قائلا إن هذه هي الطريقة الوحيدة للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة ضرورية بحلول نهاية هذا القرن.

أوضح الأمين العام أن مؤتمر الأطراف يهدف للتوصل إلى تقدم بشأن البنود الرئيسية، أي تحقيق النجاح في المادة السادسة والاستمرار في تعزيز الطموح في التحضير لخطط العمل الوطنية الجديدة والمعدلة للمناخ المقرر إجراؤها العام المقبل. 

وقال غوتيريش إن المادة السادسة كانت هي القضية العالقة التي لم يتم حلها في الدورة الرابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في كاتوفيتسا، مشيرا إلى أن وضع سعر على الكربون أمر حيوي إذا كان لدينا أي فرصة للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية وتجنب تغير المناخ الجامح.

وأضاف الأمين العام أن تفعيل المادة السادسة سيساعد على تنشيط الأسواق وتعبئة القطاع الخاص والتأكد من أن القواعد هي نفسها بالنسبة للجميع. أما الفشل في المادة السادسة فسيؤدي إلى تجزئة أسواق الكربون وتوجيه رسالة سلبية يمكن أن تقوض جهودنا المناخية الشاملة.

التغلب على الانقسامات وإيجاد حلول مشتركة

وحث الأمين العام جميع الأطراف على التغلب على الانقسامات الحالية وإيجاد تفاهم مشترك بشأن هذه المسألة، مبينا أن مؤتمر الأطراف سيقوم أيضا بتعزيز العمل المتعلق ببناء القدرات وإزالة الغابات والشعوب الأصلية والمدن والتمويل والتكنولوجيا ونوع الجنس وغيرها. ودعا إلى إكمال العديد من المسائل الفنية لتحقيق التشغيل الكامل لإطار الشفافية بموجب اتفاق باريس.

وأوضح الأمين العام أن المهام كثيرة ومهمة، والجداول الزمنية ضيقة، مشددا على ضرورة أن يثبت مؤتمر الأطراف 25 للعالم تصميما حازما على تغيير المسار، من خلال الالتزام بوقف الحرب ضد الطبيعة وأشار إلى أننا نملك الإرادة السياسية للوصول إلى حياد الكربون بحلول عام 2050. وأضاف:

وقال الأمين العام إنه يتوقع أن تتمكن جميع الحكومات من الالتزام الآن بمراجعة مساهماتها المحددة على المستوى الوطني مع الطموح اللازم لهزيمة الطوارئ المناخية، والطموح في التخفيف، والتكيف، والتمويل، في الطريق إلى مؤتمر الأطراف 26 في غلاسجو العام المقبل.

وأضاف السيد غوتيريش قائلا:

"إن القرارات التي نتخذها هنا ستحدد في النهاية ما إذا اخترنا طريقا للأمل أو طريقا للاستسلام. تذكروا: لقد التزمنا لشعوب العالم من خلال اتفاقية باريس."

"كان وعدا رسميا. فلنفتح آذاننا للجمهور الذي يطالب بالتغيير. فلنفتح أعيننا على التهديد الوشيك الذي يواجهنا جميعا.دعونا نفتح عقولنا لإجماع العلم. لا يوجد وقت ولا يوجد سبب للتأخير. لدينا الأدوات، لدينا العلم، لدينا الموارد. دعونا نظهر أن لدينا الإرادة السياسية التي يطلبها الناس منا. إن القيام بأي شيء أقل سيكون خيانة لعائلتنا البشرية بأكملها وجميع الأجيال القادمة."

 

إذا كنا نريد التغيير، فيجب أن نكون هذا التغيير

وقال الأمين العام إننا إذا كنا نريد التغيير، فيجب أن نكون هذا التغيير، مشيرا إلى أن اختيار طريق الأمل ليس مهمة شخص واحد أو صناعة واحدة أو حكومة واحدة فقط بل هي مهمة جماعية.

وشدد الأمين العام على أن الحل الوحيد هو العمل السريع والطموح والتحويلي من قبل جميع الحكومات، والمناطق، والمدن، والشركات، والمجتمع المدني، وكلها تعمل معا لتحقيق هدف مشترك، مبينا أن هذا كان هو الهدف من عقد قمة العمل المناخي في نيويورك في أيلول/ سبتمبر الماضي.

وأعرب الأمين العام عن سعادته برؤية الحكومات والمستثمرين وهم يتراجعون عن الوقود الأحفوري. ومن الأمثلة الحديثة على ذلك بنك الاستثمار الأوروبي، الذي أعلن أنه سيتوقف عن تمويل مشاريع الوقود الأحفوري بحلول نهاية عام 2021.

لكن السيد أنطونيو غوتيريش يقول إننا ما زلنا ننتظر حركة تحويلية من معظم بلدان مجموعة العشرين، والتي تمثل أكثر من ثلاثة أرباع الانبعاثات العالمية، مبينا أن تقريره الجديد في القمة يحدد ما يجب القيام به للمضي قدما.

في المقام الأول، أشار الأمين العام إلى أنه يجب على جميع مصدري الانبعاثات الرئيسيين بذل المزيد من الجهد. وهذا يعني تعزيز المساهمات الوطنية المحددة في عام 2020 بموجب اتفاق باريس، وتقديم استراتيجية حيادية الكربون لعام 2050، والشروع في إزالة الكربون.

 

اجتماع مع رؤساء الدول والحكومات ومنتدى للبلدان المعرضة لأخطار المناخ

وعقد الأمين العام اجتماعا مع رؤساء الدول والحكومات الذين حضروا الدورة 25 لمؤتمر الأطراف، وحثهم السيد غوتيريش على القيادة، وليس متابعتها، في وقت يتطور فيه الرأي العام بشأن البيئة بسرعة كبيرة، وتتخذ المدن والمناطق ومجتمع الأعمال إجراءات لمعالجة أزمة المناخ.

كما ألقى الأمين العام كلمة أمام منتدى للبلدان "المعرضة للمناخ"، حيث أشار إلى "الظلم الكبير" لتغير المناخ: آثاره تقع على عاتق أقل الناس مسؤولية عنه.

واستشهد الأمين العام بأمثلة، من بينها موزمبيق ومنطقة البحر الكاريبي، التي دمرتها العواصف وتسببت في الأرواح المفقودة، ونزوح المجتمعات المحلية، وشل الاقتصاد؛ والجفاف في منطقة الساحل والقرن الأفريقي.

ومع ذلك، يقول الأمين العام إن بعض الدول الأكثر ضعفا تأتي في طليعة العمل المناخي، حيث إنها أظهرت القيادة في قمة العمل المناخي التي عقدت في سبتمبر، معربا عن أمله في أن تحتذي البلدان الكبرى المصدرة للانبعاثات في العالم بهذه الدول.