إليشاع النّبيّ... حافظ الرّسالة وصانع الأعاجيب
ممهّدًا لمجيء يسوع المسيح بثمانمائة وسبع وأربعين سنة، أكمل إليشاع النّبيّ مسيرة معلّمه إيليّا متسلّحًا برداء الأخير المقدّس.
كان اسمًا على مسمًّى طيلة حياته، إذ نقل صورة الله "المخلِّص" و"المساعِد" بأمانة وتأنٍّ وإيمان، فعلى يده تمّت المعجزات وتحقّقت النّبوءات لتذكره الكنيسة المارونيّة والأرثوذكسيّة وكنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك في مثل هذا اليوم من كلّ عام.
من منبع الأعاجيب أريحا برزت أعاجيب إليشاع النّبيّ التي طالت المرضى والإنتاج، فعلى يده فاض خبز أشبع مئة رجل، وبكفّه أكثر من زيتٍ حُفظ طويلًا لامرأة فقيرة، وبإيمان جعل طيّبةً مياهًا رديئة بعد أن طرح الملح في نبع الماء.
قداسة إليشاع النّبيّ طالت المرضى المؤمنين أيضًا، فلمسة صادقة من أياديهم لرداء إيليّا كانت كافية لشفاء أبرص أو قيامة ابن أرملة من الموت.
لم تطبع الآيات الباهرة فقط حياة إليشاع النّبيّ الطّويلة، فغيرته على عبادة الله دفعت به إلى أن يجنِّب تسرّب الوثنيّة إلى الأسباط العشرة بعد انقسام مملكة داوود وسليمان، إذ كرز بضرورة حفظ شريعة الله والعمل بها.
إتمام الأعاجيب وتثبيت رسالة الله عنوانان عريضان لسنوات مقدّسة عاشها إليشاع النّبيّ بإيمان عظيم، فلنرتشف جميعنا من حافظ الرّسالة وصانع الأعاجيب جرعة من الإيمان والثّبات والصّلاة لنسير على دروب ترضي الله.