إستعدادًا لميلاد الرّبّ... إتّحاد الرّهبانيّات في الأردنّ يجتمع
بدأ اللّقاء بصلاة الصّباح، تلتها كلمة رئيسة الاتّحاد الّتي رحّبت فيها بالأب هشام الشّماليّ اليسوعيّ، وشكرته لتلبيته الدّعوة أبًا ومحاضرًا بخبرته الكهنوتيّة والرّهبانيّة والرّعويّة، بحبّ وتواضع أبويّ.
ثمّ التفّ الحضور حول الأب الحنون لسماع المحاضرة القيّمة الّتي ألقاها تحت عنوان: "تجسّد الكلمة فينا وبيننا"، والّتي تضمّنت بشارة الملاك جبرائيل لمريم بالحبل الإلهيّ، تحيّة الملاك "إفرحي" لأنّ رسالة الله للبشريّة هي الفرح، وهذه لن ينتزع من الإنسان وأساس الفرح هو البشارة وإنّ الرّبّ سوف يسكن في وسطك.
وبعد دراسة نصّيّة وتوقّف عند المعنى الحقيقيّ للفرح الّذي دعا الملاك مريم إليه "إفرحي"، تمّ التّركيز على حقيقة لاهوتيّة وهي "وجوب التّجسّد" أيّ أنّ التّجسّد هو في كيان اللّه ويعبّر عن هويّته :
1- فرح بالمشاعر
2- فرح بالعقل
3- فرح بالإرادة
وتمّ ربط نصّ بشارة مريم بالنّذور الرّهبانيّة:
الفقر: الثّقة بالرّبّ
والعفّة: تمّ الكلام أيضًا على المعنى الحقيقيّ لعذرويّة مريم، الّتي لا تنحصر بالمعنى الجسديّ بل تتخطّاه إلى المعنى المسيحانيّ والعلاقة بكلمة الله، له المجد دائمًا .
والطّاعة: ها أنا آمة للرّبّ فليكن لي بحسب قولك
كما حملت المحاضرة محاور لاهوتيّة مهمّة تخصّ حياة المكرّسات، ناهلات خبرة روحيّة غنيّة مميّزة لتجديد حياتهنّ على ضوء نور ميلاد الطّفل يسوع.
وكانت للدّكتورة ديما كرادشة والسّيّدة إسراء الشّايب من فريق العمل محطّة هامّة في هذا اللّقاء، إذ كانت محاضرة تمحورت حول موضوع مخرجات ورشة شبكة ينابيع الأمل- الحدّ من الإتجار بالبشر.
وقدّمت الأخت ماري كلود القادمة من لبنان من راهبات الرّاعي الصّالح، محاضرة بعنوان الإتجار بالبشر، وتمّ عرض اللّقاءات الّتي تمّت على المستوى العالميّ بروما مع البابا والرّئيسات العامّات فيما يخصّ الموضوع، وأيضًا تمّ تأسيس لجنة بالأردنّ بالإضافة إلى اللّجان الأخرى في الدّول العربيّة. ثمّ سمع الجميع من الأخت كلود والسّيّدة ديما وفريق العمل المداخلات التّالية:أين وصل مشروع ينابيع الأمل؟ما هي المستجدّات الجديدة؟ وماذا يحدث في البلدان الأخرى؟.
هذا وتناولت سيّدات فريق العمل برنامج التّوعية عن الإتجار بالبشر، وكانت إضاءة على: تعريف الإتجار بالبشر، حالته طريقة الإتجار، ودور ينابيع الأمل في مكافحته.
وبعد الاستراحة، رفع الجميع آيات الشّكر إلى طفل المغارة خلال احتفالهم بالذّبيحة الإلهيّة، والّتي ترأّسها الأب هشام الشّماليّ، وجمّلتها أصوات الراهبات المشاركات بالألحان الميلاديّة.
وعقب المائدة الرّوحيّة، تقاسم الحاضرون تأمّلاً صغيرًا مع بعضهم البعض، وعرض فيلم قصير، من إعداد رئيسة الاتّحاد الأخت سيسيل حجازين، بعنوان "أين ومتى ولد المسيح بحياتنا؟"، وفيلم بعنوان "بسمة وأمل"، موثّقة بصور الرّاهبات خلال اللّقاءات الرّوحيّة وعرض ما تمّ إنجازه خلال السّنة المنصرمة.
ثمّ طرحت رئيسة الاتّحاد الخطّة السّنويّة للسّنة الجديدة وما هي مستجدّات اتّحاد الرّهبانيّات في الأردنّ.
وإختتم اللّقاء الرّوحيّ بتبادل التّهاني وبفقرة اجتماعيّة أعدّت من قبل راهبات القدّيسة حنّة في الأردنّ، وتقديم الهدايا للحضور من قبل مديرة فضائيّة نورسات الأردنّ الدّكتورة باسمة السّمعان، ومن جمعيّة كاريتاس الأردنيّة، تذكيرًا بالهديّة الكبيرة الّتي أهداها الله للبشريّة جمعاء.
قضت الرّاهبات ساعات مثمرة روحيًّا يغلبها روح المحبّة والفرح، عائدات إلى أديرتهنّ بشعلة إيمان متّقدة في قلوبهنّ، محمّلات بزاد روحيّ واختبار غنيّ بالإيمان.