إخبار عن مصانع إسمنت شكا من رئيس لجنة البيئة في التجمع الوطني الديموقراطي

"مصانع إسمنت شكا في مكان خاطئ لأن معظم منشآتها ونشاطاتها هي على الشاطئ اللبناني، وبالتحديد على أجمل شاطئ سياحي في الشرق، وهي فوق بحيرة المياه الجوفية وبعضها على مسافة أمتار قليلة من الينابيع الموجودة على هذا الشاطئ، وهذه المصانع تقع بين البيوت السكنية، وهذا مخالف لجميع القوانين، ولا سيما أنها تستخدم الفحم البترولي البتروكوك كوقود في أفرانها".

وطلب "الإيعاز لمن يلزم بإقفال هذه المصانع أو بنقلها إلى مسافة الأمان الكافية أو بإلزامها استخدام الغاز الطبيعي بدل الفحم البترولي وتحميل أصحابها والقيمين عليها كل الأضرار البيئية والصحية التي سببها وجودها بين البيوت السكنية والقرى الآهلة".

وأضاف: "لقد بلغت الإعتداءات البيئية التي تقوم بها مقالع هذه المصانع حدا لا يمكن لبشر تصوره أو احتماله. فقد حفرت مصانع إسمنت شكا عددا كبيرا من المقالع على مسافة كيلومترات عدة، وبالتحديد على جبال واجهة الكورة البحرية الغربية، مما أدى إلى إزالة هذه الجبال الوطنية اللبنانية التي حضنت ثروة التوازن الطبيعي طوال آلاف السنين وشكلت الدرع البيئية الحامية للكورة من الرياح البحرية الغربية. في هذه المقالع يحدث ما لا يخطر على بال من رمي الأتربة والصخور من ارتفاعات شاهقة، بما يسبب تشكل الغبار الناعم وانتشاره إلى بيوت قرى الكورة وتغطيته أشجار بساتيها، مما أدى إلى يباس زراعات تراثية وطنية بالكامل مثل التين والعنب والتسبب بخسائر هائلة لغابة زيتون الكورة. كما أن المقالع التي سبق لهذه الشركات أن حفرتها داخل سهل الكورة تحولت إلى بحيرات أدت إلى ارتفاع ملحوظ في معدل الرطوبة".

وسأل: "بأي حق تعتدي هذه الشركات على مشروع تحريج كفرحزير وتجرف جزءا هاما منه رغم وجود قرارات حماية لهذه الغابة؟ وهنا نلفت إلى أن قانون الغابات اللبناني يمنع الدخول إلى حرم الغابة المحمية ونزع الحجارة والتربة والمعادن وتحويل مجاري المياه، كما يمنع تشويه المناظر الطبيعية على بعد ألف متر على الأقل من حدود الغابة، كما يمنع تغيير المعالم داخل الغابة المحمية، ويمنع كل ما يمكن أن يشوه أو يلحق الضرر بالغابة المحمية. وفي المادة 25 من قانون الغابات اللبناني: كل من يستخرج رملا أو ترابا أو حجارة من الغابة المحمية أو من حرمها يحكم عليه بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات وبعقوبة 250 ألف ليرة عن كل متر مكعب مستخرج من التراب.
جميعنا نعرف أن أي مقالع يجب أن تكون بعيدة عن الوديان وعن الينابيع وعن الأحراج والبساتين والبيوت السكنية. فبأي حق تقام هذه المقالع بين هذه المعالم الوطنية جميعا؟"

وختم: "بما أن لبنان قد انضم إلى عدد من المعاهدات الدولية، منها معاهدة الأونيسكو لحماية الإرث الثقافي والطبيعي، قانون رقم 82/30 ومعاهدة مكافحة التصحر قانون رقم 469 ومعاهدة الريو دي جانيرو المتعلقة بالتنوع البيولوجي قانون رقم 360، وبما أن مصانع إسمنت شكا ومقالعها تشكل في عدد من ممارساتها مخالفة سافرة لهذه الإتفاقيات، وبما أن هذه المقالع تشكل اعتداء على خارطة الكورة الطبيعية وعلى وجود لبنان وموقعه البيئي والسياحي العالمي، كما تشكل اعتداء على التراث الطبيعي والثقافي الوطني اللبناني، لهذا فإننا نأمل من حضرتكم اتخاذ القرار العادل بالإقفال الفوري والنهائي لهذه المقالع وتكليف خبير بتقدير الأضرار الناتجة عنها وإلزام المتسببين بها بإعادة إستصلاحها وتشجيرها، وإنزال أشد العقوبات بالمسؤولين عن هذه المجزرة البيئية".