أول دراسة علمية في AUB تثبت بالأرقام فداحة أزمة النفايات على الصحة في لبنان
وتحت إشراف الدكتورة مونيك شعيا من كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت، قام فريق البحث المؤلف من رامي مرسي، روان صفا، شيرين فواز، سيرج بارود، جاد فرحه، طلاب في كلية الطب، سنة ثالثة، بتحديد عينتين تتألفان من عمال لبنانيين ذكور في منطقتين مختلفتين وتتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عاما، تتألف أول عينة من 111 شخص يعملون في في منطقة خالية من النفايات، أما العينة الثانية فتألفت من 110 أشخاص يعملون في منطقة غارقة في النفايات المرمية عشوائيا والتي تتم فيها عمليات حرق متعددة.
وامتدت هذه الدراسة ما بين شهر كانون الأول 2015 وشهر شباط 2016 معتمدة على طريقة الاستفتاء بحيث سئل العاملون عن أوضاعهم الصحية، فتبين أن من يعمل في المناطق الواقعة تحت تأثير النفايات، يعاني من تعب دائم وصداع وأرق، مقارنة بالعامل المتواجد بعيدا عن النفايات. ولم يقتصر الوضع الصحي على هذه العوارض فحسب، بل ظهرت عوارض صحية أخرى على مستوى الجهاز الهضمي والتنفسي، فصرح العاملون قرب المكبات العشوائية بإصابتهم بالغثيان والإسهال والإستفراغ، في حين صرح آخرون أنهم يعانون من ضيق التنفس والسعال الحاد وسيلان الأنف. وذكر العاملون أن حدة الأعراض استوجبت نقل بعضهم الى المستشفى. فلسوء إدارة النفايات في لبنان ولحرق القمامة تأثيرات وتداعيات على صحة العمال من خلال رفع نسب العوارض الجسدية الحادة بمعدل حده الأدنى 400% مقارنة بالعمال غير المعرضين للنفايات.
وتدل هذه النسبة على أن التعرض للنفايات، أي التواجد بقربها أو استنشاق الهواء الصادر عن عمليات الحرق المتعددة، يؤدي الى أخطار جسيمة على الصحة وخاصة على الجهازين، التنفسي والهضمي.
وبالنسبة للقيمين على هذه الدراسة، من الممكن أن يكون لهذه الأزمة تأثير أخطر على فئات حساسة كالأطفال وكبار السن.
ووضعت الدراسة بعض سياسات التدخل لوضع حد لهذه الكارثة الصحية كتقليل نفايات المصانع عبر تعديل طريقة الانتاج وإعادة التدوير، إتخاذ إجراءات وقائية للحماية كاستخدام القناع، وضع إطار تنظيمي ومبادىء توجيهية وطنية تتم بموجبها المعالجة على المستويين الوطني والإقليمي وتهيئة لجنة وطنية لمتابعة ومراقبة عملية تنظيم التدريب على معالجة النفايات.