26 تشرين الثاني 2014, 22:00
أهالي حلب يتحدّون انعدام الكهرباء، القذائف ووجود داعش
(ساندرا زيناتي، تيلي لوميار) نور ايمانهم سطع وسط ظلمة انعدام الكهرباء، أصواتهم المرنمة طغت على أصوات القذائف المتساقطة بين الحين والآخر بالقرب منهم ووجودهم تحدى تواجد عناصر ما يسمى بداعش على بعد بضع كيلومترات، إنهم أهالي مدينة حلب الذين صمدوا اكراماً لأرضهم ولدماء الأبرياء التي سالت لتروي أرضاً يشكل مسيحيوها اقدم التجمعات المسيحية في الشرق الاوسط والشرق الادنى.
ففي كنيسة مار الياس الأرثوذكسية يشارك ما يقارب المئة شخص في الذبيحة الألهية يوم الأحد، آتين من مناطق مختلفة على الرغم من كافة الصعوبات والمخاوف.
أما في كنيسة القديس فرنسيس للاتين فحضور المسيحيين ولحمتهم يغنيان عن الكلام، فهم باقون لأنها أرضهم ولا أرض لهم غيرها على حد تعبير الأب عماد ضاهر، مؤكداً أنهم باقون ولو بعد مئة عام. وعلى الرغم من كافة المآسي، وعلى الرغم من أن عددهم قد قل سيحتفل مؤمنو كنيسة القديس فرانسيس بعيد الميلاد وسيرفعون الذبيحة الالهية على نية السلام وسيزينون شجر الميلاد في الكنيسة والمنازل، ولكن في المقابل شدد الأب ضاهر على انه لن تكون هناك زينة خارجية وهذا احتراماً للدماء التي هرقت في جولات العنف في حلب.
ويقول المتحدث باسم الطوائف المسيحية في حلب جورج بخاش، إن العديد من المسيحيين رحلوا لأنهم خسروا أعمالهم ولأنهم أصيبوا بالرعب جراء اعمال داعش في مدينة الموصل وما تعرض له المسيحيون من ظلم واستبداد.
وأشار بخاش إلى أن المسيحيين يمثلون نحو خمسة بالمئة من سكان سوريا ويشكلون مع المسيحيين العراقيين أقدم التجمعات المسيحية في الشرق الاوسط والشرق الادنى. بالمقابل، أكد جورج بخاش أنه لن يترك أرضه مهما كان.
ومن الجدير ذكره أن أكثر من نصف عدد المسيحيين غادروا مدينة حلب ولم يبق سوى نحو مئة ألف بينهم 50 ألف أرمني. ويعيش المسيحيون الذين ينتمون الى ثماني طوائف مختلفة في ستة أحياء تخضع لسيطرة القوات الحكومية في حلب.
أما في الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، لا يوجد مسيحيون الا في حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة الاكراد، وستة مسيحيين في دار للمسنين في حي الجديدة في حلب القديمة قرب خط التماس.