أسرار الورديّة... ثمار الرّوح
في هذا الشّهر المريميّ لا بدّ من التّوقف عند أهمّيّة تلاوة المسبحة الورديّة وروعة أسرارها، فما أجمل أن تجتمع العائلة حول العذراء، واضعة آمالها وصلواتها بين يديها، لتكون هي الوالدة الجامعة.
في أسرار هذه المسبحة المقدّسة نعمٌ يحصدها كلّ مؤمن اختار حبّاتها دربًا توصله إلى السّماء.
فأسرار الفرح تعود بنا إلى زمن البشارة، وزيارة مريم لأليصابات، زمن الميلاد وتقدمة يسوع ووجوده في الهيكل. عبر حبّات هذه الأسرار يحصد المؤمن ثمرة التّواضع ومحبّة القريب، ثمرة التّجرّد والطّهارة والطّاعة.
أمّا أسرار النّور فتعود بنا إلى زمن عماد يسوع وكشف ذاته في عرس قانا الجليل، زمن إعلان ملكوت الله، التّجلّي على الجبل، وتأسيس الإفخارستيّا، لنحصد ثمرة البنوّة للآب والتّجدّد بالرّوح القدس، ثمرة التّوق إلى الملكوت واتّباع تعاليم يسوع والمشاركة في الذّبيحة الإلهيّة.
وتنعكس صلاة يسوع في البستان، وجلده وإكليل شوكه وصليبه وموته في أسرار الحزن الّتي تحمل في حبّاتها ثمار النّدامة، إماتة الحواس، إحتقار المجد العالميّ، الصّبر والتّسليم وثمرة المحبّة والمغفرة للأعداء.
وفي أسرار المجد تتجلّى القيامة والصّعود، فيها نتذكّر حلول الرّوح القدس، الانتقال، وتكريم مريم العذراء فنحصد ثمار النّهوض من الخطيئة والتّوق إلى السّماء؛ نتعلّم الإصغاء لإلهامات الرّوح القدس فنستحقّ ثمرة الميتة الصّالحة، مكرّمين مريم العذراء.
فلنتمسّك اليوم بمسبحتنا، مردّدين السّلام عليك يا مريم، علّنا نستحقّ فيض نعمها.