أحد الثالوث الأقدس
"نحن المسيحيّين نجاهر ونعلن إيماننا بعقيدة الثالوث الأقدس. والعقيدة شيء ملزم، ليس فقط لما علّمنا إيّاه الربّ يسوع، إنّما أيضًا لما تعلّمه الكنيسة المستمدّة سلطانها منه بالذات. هذه العقيدة أو تلك، تحمل بكيانها قوّة سكبها فيها الروح القدس، روح الحقّ. لذلك، إذا لم نفهم العقيدة، علينا أن نؤمن بها، لأنّ روح الربّ هو الذي ألهمها للكنيسة.
من هنا، إنّ إيماننا بالثالوث الأقدس هو إيمان بإله واحد هو "المحبّة".
فالآب، عند ملء الزمن، أرسل ابنه لأجل خلاصنا. والابن، يسوع المسيح فدانا بسرّ موته وقيامته، ووعدنا بالمعزّي، روح الحقّ الذي يرسله الآب. إنّه الروح القدس الذي لا يزال يقود الكنيسة عبر الزمن، في انتظار المجيء الثاني.
وتعلّمنا أمّنا الكنيسة، أنّ الثالوث الأقدس يبقى سرًّا لا نستطيع أن نكتشفه بملئه. جلّ ما نعرفه هو ما أوحاه لنا وما أراد هو أن يكشفه لنا.
وتعلّمنا أن نعلن هذا الإيمان بالثالوث عبر "قانون الإيمان" الذي نجاهر به في قدّاساتنا واحتفالاتنا الطقسيّة، لا سيّما سرّ المعموديّة حيث إعلان الإيمان بالثالوث هو أساسيّ كي يستطيع الإنسان الانضمام إلى جسم الكنيسة، جسد المسيح السرّي.
يقول البابا أوجانيوس الرابع: "هذه الأقانيم الثلاثة هم إله واحد، وليسوا ثلاثة آلهة، لأنْ في هذه الثلاثة واحدٌ هو الجوهر، واحدة هي الطبيعة، واحدة هي الألوهة، أزليّة واحدة لا متناهية..."
فعندما ترسم إشارة الصليب على جسمك أيّها المسيحيّ، تيقّن أنّك تعلن أنّ الآب هو الخالق، والابن هو الفادي، والروح القدس هو المعزّي والمقدّس. فتأنّى برسمها من جبهتك حتّى صدرك ثمّ على كتفيك يسارًا ويمينًا ولا تخجل بعلامة انتصارك."