بيئة
27 حزيران 2022, 12:15

أجسامنا مليئة بالمايكروبلاستيك.. هل تصدق ذلك؟

تيلي لوميار/ نورسات
لا يخفى على أحد مدى تلوث الأرض بالمخلفات البلاستيكية من قيعان البحار إلى طبقات الغلاف الجوي، لذا فلا عجب من اكتشاف البلاستيك داخل جسم الإنسان. هل يعني تواجد المايكروبلاستيك داخل جسمك بالضرورة أنه يحدث ضررًا؟ هذا ما يسعى العلماء للتحقق منه.

عندما يتم إلقاء المخلفات البلاستيكية فإنها لا تتحلل ببساطة؛ بل تتفكك إلى قطع صغيرة وتواصل هذه القطع التفكك بدورها إلى جزيئات أصغر وأصغر بمرور الوقت والتعرض للعوامل الجوية. يُطلق وصف مايكروبلاستيك على الجزيئات البلاستيكية التي لا يتجاوز قطرها 5 مليمترات. أطلق هذه التسمية عالم أحياء بحرية بعد أن عثر على كومة من القطع البلاستيكية بحجم حبات الأرز على أحد شواطئ المملكة المتحدة عام 2004. منذ ذلك الحين عثر العلماء والباحثون على المايكروبلاستيك في كل زاوية من أقطار كوكبنا الفسيح؛ من أعماق خندق ماريانا إلى قمة جبل إيفرست، وقد وجد طريقه إلى طعامنا وشرابنا وهوائنا أيضًا. كما يقول أحد الباحثين "يمكننا الآن التوقف عن البحث، فنحن نعلم أننا حيثما نظرنا سنجد البلاستيك". فقبل نحو 40 عامًا بدأ العلماء بالعثور على البلاستيك في بطون الطيور البحرية، ومنذ ذلك الحين اتسعت الظاهرة لتشمل أكثر من 700 نوع من كائنات بحرية متضررة من المخلفات البلاستيكية والرقعة في اتساع، إلا أن أكثر ما يثير قلق العلماء هو أننا نستهلك هذه الأسماك والحيوانات التي امتلأت أجسامها بالمايكروبلاستيك.

عثر علماء من هولندا والمملكة المتحدة مؤخرًا على آثار المايكروبلاستيك في رئات 11 مريضًا من أصل 13 خضعوا لعمليات جراحية، كما عثروا على المايكروبلاستيك في عينات دم 17 شخصًا من أصل 22 متبرعًا بالدم. الجزيئات البلاستيكية التي عُثر عليها بالمجمل لا يتجاوز قطرها 1 مايكرومتر، ما يقود العلماء إلى الاعتقاد بأنها استنشقت في الهواء. يُصنع البلاستيك من مواد كيميائية متنوعة أغلبها ضار بالإنسان. وتدخل في صناعة البلاستيك أكثر من 10 آلاف مادة، وأكثر من 2400 منها تعد مصدر خطر على صحة الإنسان. هناك بحوث عديدة مؤخرًا على المواد السامة في البلاستيك وأمراض الجهاز التنفسي والرئة وارتباطها بالتعرض للتلوث، لكن تحديد الضرر الذي يحدثه المايكروبلاستيك بدقة في الرئة ما يزال غير واضح أو مؤكد.

هناك عوامل أخرى مثيرة للقلق ترتبط بتفاعل الجسد البشري مع الأجسام الخارجية، إذ يُحتمل أن تكون سببًا في إحداث التهابات مزمنة قد تقود إلى تشكل خلايا سرطانية خبيثة، لكن كما الحال مع أمراض الجهاز التنفسي؛ فإيجاد الرابط المؤكد بدقة ما يزال تحديًا يواجه العلماء. إن استمر استهلاك البلاستيك عالميًا بهذه الوتيرة، فإن أجسامنا ستستقبل بلا شك كميات أكبر من الجزيئات البلاستيكية مجهولة الضرر حاليًا. ما تزال البحوث العلمية في مطلعها وقد يستغرق الأمر سنوات حتى ندرك أثرها بشكل مؤكد. لكننا نأمل في هذه الأثناء أن ينخفض الاعتماد على البلاستيك ويتم استبداله بخيارات أكثر استدامة من أجل البيئة وسلامة الحيوان وصحة الإنسان.

 

National Geographic