في عيد نعمة الله الحرديني...
هو الذي قال "الشّاطر يلّي بيخلّص نفسه"، يعلّمنا أنّ طريق الخلاص من صنع أيادينا، والتّنعّم بالفرح الأبديّ هو نتاج أفعالنا وأقوالنا وأفكارنا على هذه الأرض الفانية.
فالمسيح حيّ وحاضر بيننا، يدعونا باستمرار إلى اختبار التّوبة والعيش بصلاح، دعوة يبقى قرار تلبيتنا رهن أهوائنا وأطماعنا وإيماننا.
القدّيس الحرديني كتاب مفتوح للأمثولات الطّيّبة المحيية، هو الذي كان أستاذًا مشهورًا بأخلاقه ومعرفته، فصدق من سمّاه" الرّاهب القانونيّ."
هو تقدَّس لعيشه حياة بارّة سهر فيها طويلًا أمام القربان المقدّس ولم تتعب عيناه فيها من مطالعة الإنجيل.
فالإيمان كان عرسًا يحتفل به يوميًّا بوداعة وطاعة وتواضع، إذ رفض تسلّم الرّئاسة العامّة قائلًا" :إنِّي أسألُ الله ألّا أموتَ وأنا حاصلٌ على وظيفة".
بهذا إذًا كان النّسك والزّهد والتّقشُّف في المأكل والملبس والنّوم عنوان قداسته وسرّ ارتفاعه قدّيسًا للبنان.
لتكن مسيرة القدّيس نعمة الله الحرديني مثالًا نحتذي به في أيّامنا المُرّة، فلنرفع الصّلوات الدّائمة، ولنتحلَّ بالصّبر والتّواضع، ولنتحمّل المسؤوليّات بفرح، ولنواظب على العلم، بهذا نكسر كلّ أوجه الضّعف ونقترب من نور وجه المسيح وبهائه.