نشيد المخلوقات ج 2
يعيش القدّيس فرنسيس في وسط الطبيعة ويتبع مسارًا يتمّ تنفيذه خطوة بخطوة ومنظّمًا كعمل ليتورجيّ حقيقيّ يتضمّن ثلاثة أبعاد:
أوّلًا المتكلّم هو القدّيس فرنسيس الذي يرفع التسبيح ويقدّمه إلى الله
ثانيًا الرسالة هي تمجيد الله وحمده من خلال المخلوقات
ثالثًا المتلقّي واحد هو الله نفسه. ينغمس القدّيس فرنسيس بتأمّلاته ويدخل في حضرة الله أي قدس أقداس الله ويشعر القدّيس بقوّة الإخوّة بين الإنسان ومخلوقات الكون جميعها بموقف من التواضع والامتنان، لذلك يقدّم الشكر إلى الربّ على الكلّ، من دون إهمال الكائنات الحيّة والعناصر الطبيعيّة والظواهر الجويّة.
تنتهي الأغنية بالاحتفال بالموت كتحرّر من الحياة الأرضيّة.
ينقسم النشيد إلى خمسة عناصر، والتي تشمل تدريجيًّا الواقع الكونيّ المتصوّر بأكمله:
- الشكر والحمد لله من خلال الكلمات "العليّ القدير، الربّ الصالح"، ويقدّم له الإكرام والشكر والخدمة. ويتكرر التأكيد على ثلاثة كرمز للثالوث الإلهي.
- السماء وهي تمثّل القمر والشمس والنجوم، تأتي قائمة عناصر الخليقة التي يجب أن تسهم في تسبيح الله، بدءًا من النجوم والشمس والقمر والصفات الثلاث التي يعرّف بها القدّيس فرنسيس النجوم تتوافق معها واضحة، ثمينة، جميلة. يخاطب الله بثلاثة أسماء مختلفة العليّ القدير، الصالح؛ ثمّ ثلاث تحيّات تقابل الله التسبيح، والمجد والكرامة؛ ثلاثة أفعال: أبارك، أشكر، أخدم.
- الموت هو أخ لكلّ إنسان لا يمكن لأحد أن يتجنّبه، لكنّه أيضًا إيجابيّ وخيّر، لأنّه يتزامن مع التحرّر من الحياة الأرضيّة وبه نلتقي بالله والموت هو باب دخول العالم غير المنظور وغير الزمنيّ وغير المحدود أي خارج الزمن.
- في نشيد المخلوقات جُعِل سفر التكوين هو الفردوس الذي يعيش فيه ويسبّح الله. والقدّيس أمبروزيوس في القرن الرابع الميلاديّ، عندما تكلّم على الفردوس يقول: "الفردوس هو النفس التي غرست فيها الفضائل، حيث توجد أيضًا شجرة الحياة التي هي الحكمة. وأنهار الفردوس الأربعة، هي الفضائل الرئيسة الأربع، ومصدر نبع الفردوس يمثّل المسيح".
- الريح، ريح أو روح ونجد في حوار السيّد المسيح مع نيقوديموس عن الروح قال "الريح تهبّ حيث تشاء وتسمع صوتها لكنّك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب، هكذا كلّ من ولد من الروح "(يو ۳: ۸)، والريح رمز إلى الروح القدس.