إفرحي أيّتها الشّعوب... المسيح قام حقًّا!
اليوم بقيامته سحق الموت ومنحنا الحياة، أبطل الخطيئة وهزم الشّيطان، وهبنا القوّة وثبّتنا في الرّجاء وأسّس لنا كنيسة العهد الجديد.
اليوم، تتزلزل القلوب الغارقة في بحر العبوديّة ويزول كلّ خوف لأنّ إلهنا حيّ.
اليوم، ينتصر الحبّ وتمتلئ المسكونة فرحًا وخيرًا، وتشرّع الرّحمة أبوابها لكلّ إنسان يرغب أن يحيا مع الله.
اليوم، هو الوقت الأمثل لنترك المسيح يجدّدنا ونحلّق في فضاء محبّته اللّامحدودة ونقطف ثمار عدله وسلامه، فتتبدّد الأحقاد وتزول الكراهيّة.
اليوم، نطلب بقيامتك يا ربّ أن توقف نزيف كلّ الشّعوب المتألّمة وتزيل إكليل الشّوك عن رأس كلّ مضطهد ومشرّد ومهجّر.. نطلب أن تصمت أصوات القذائف والرّصاص، وأن يخجل الإرهاب من فظاعة أعماله. نطلب أن تذكر كلّ شهيد سقط على مذبح كنيستك متمسّكًا بإيمانه بك وترفعه بين القدّيسين.
اليوم، إرفع هذه الغمامة السّوداء الّتي تلفّ أوطاننا ولوّنها بألوان المجد السّماويّ وألبسها وشاح النّصر. دعنا لا نسمح للظّلام والخوف أن يربكانا ويتحكّما بنا ويطفئا النّور الفصحيّ في قلوبنا أو يخنقا رجاءنا.
اليوم، أسقط كلّ الأقنعة وأخفت كلّ الأنوار البرّاقة المزيّفة، أعد الإنسانيّة إلى عرشها ووحّد أبناءك المنقسمين في الرّأي أو العقيدة أو الإيمان.
اليوم، أكثر من أيّ يوم مضى لا بكاء ولا صراخ ولا نحيب لأنّنا أبناء الرّجاء والقيامة، أبناء الإله الحيّ القدّوس الّذي وطأ الموت بالموت ووهب الحياة للّذين في القبور.
اليوم، نهتف في وجه الفساد والعنف والقتل والإرهاب والحرب ونقول بأعلى صوت: "المسيح قام، حقًّا قام!"