"وردةٌ مِن جنّةِ القداسة"
وُلِدَت القدّيسة تريزا الطفل يسوع في ٢ كانون الأوّل/يناير ١٨٧٣، في بلدة "ألنسون" الفرنسيّة، في كنف عائلة تقيّة مؤمنة. ما إن بَلغت سنّها الرابع حتّى توفّيت والدتها، فتولّت إحدى أخواتها تربيتها إلى جانب أبيها الّذي عوّضَ غياب زوجته بمشاعر مضاعفة تجاه بناته. عانت من مرضٍ خطير في العاشرة من عمرها، لكنّ العذراء مريم ابتسمت لها من خلال تمثالها، وقدّمَت لها إشارة وشفاء عظيمين، عزّزا في قلبها الدعوة الّتي تُرجِمَت في ٩ نيسان/أبريل ١٨٨٨ بدخولها دير الكرمل في ليزيو، في عمر الخامسة عشرة. توفّي والدها في ٢٩ تمّوز/يوليو ١٨٩٤، تاركًا أثرًا عميقًا عِند تريزا وأخواتها اللّواتي وجَدْنَ أنفسهنَّ مجتمعاتٍ في الدير ذاته. حصَلَت على نعمة الإتصال بالعذراء مرّاتٍ كثيرةٍ، وكتبت بِأمر الطاعة، في مُدوَّن، ذكريات عائليّة وقصّة حياتها. في ٣ نيسان/أبريل ١٨٩٦، نهار الجمعة العظيمة، بدأت تظهر عليها أعراض مرض السّلّ الّذي نَخَرَ جسدها. عانت الآلام والأوجاع لِمدّة خمسة أشهر، فأسلمَت الرّوح في ٣٠ أيلول/سبتمبر ١٨٩٧، وأعلنَ البابا بيوس الحادي عَشر قداستها في سنة ١٩٢٥.
في ١ تشرين الأوّل/أكتوبر تحتفل الكنيسة بعيد القدّيسة تريزا الطفل يسوع.
"إن لم تعودوا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت السماء" (متّى ١٨/٣) إنّه شعار القديسة تريزا الدائم، الّتي أحبّت دائمًا أن تكون صغيرة، لأنّ الطفل يعي ضعفه وصغره ويطلب المعونة. فأرادت أن تحظى بحبّ اللّه واهتمامه، وأن تجعل كلّ إنسان يحبّه كما أحبّنا. في عالمنا اليوم، نتلهّى بأمورٍ سطحيّةٍ وقشورٍ، بأعمالٍ باهرةٍ ونادرةٍ، وننسى جوهر الأمور البسيطة... علّمينا يا قدّيسة تريزا الطفل يسوع أن نعيش مثلك، في الصلاة وحبّ يسوع، الحبّ الصادق والنور الأزليّ، الّذي يهبنا أجنحةً قويّة نطير بها إلى السّماء!