دينيّة
05 حزيران 2017, 05:49

"هُوَ رُوحُ ٱلحَقِّ الَّذي لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لا يَرَاه، ولا يَعْرِفُهُ. أَمَّا أَنْتُم فَتَعْرِفُونَهُ، لأَنَّهُ مُقيمٌ عِنْدَكُم، وهُوَ فِيكُم"

هو روح الحقّ، لماذا لا يقدر العالم أن يقبله؟ لماذا لا يراه ولا يعرفه؟ أليس الله هو الّذي خلق العالم؟ وكيف لا يدرك العالم خالقه؟ وهل يجعل الله خليقته غير قادرة أن تدركه؟ حاشا! الخليقة لا تدرك الخالق لأنّها بكلّ بساطة خليقة الله والله هو وحده الإله المطلق اللّامخلوق، وفكر خليقته لا يستوعب فكره الّذي لا يُدرك ولا يُحصر إذاً كيف يمكننا أن نتكلّم عن الله؟ وكيف لنا أن نقرأ أو نكتب ما له علاقة بالله؟

في الحقيقة نحن لا ندرك الله ولا نعرف الله في الفكر والعقل فقط، نحن نختبر الله في حياتنا وما الحياة إلّا اختبار المخلوق لخالقه وتوق للاتّحاد به، وهذا الاختبار لا يمكن أن يكون إلّا بقوّة الله بذاته، أيّ بمساعدته هو الإله "البراقليط" هو روح الحقّ وهو الحياة الّتي فيها وبها ندرك حقيقة حبّه لأبناء شعبه الّذين إن قبلوه، رأوه وعرفوه وأدركوا أنّهم ليسوا فقط خليقة تمجّد خالقها، ولكنّهم جُعِلوا بابن الله أبناءً لله وهو مقيمٌ بداخلهم ليكونوا على مثال تلاميذ الابن مقيمين فيه، فينطلقون في رسالة الشّهادة، الشّهادة الحقّة في قلب العالم ليصبح هو الكلّ في الكلّ.