دينيّة
25 نيسان 2017, 06:29

«هَاتِ إِصْبَعَكَ إِلى هُنَا، وٱنْظُرْ يَدَيَّ. وهَاتِ يَدَكَ، وضَعْهَا في جَنْبِي. ولا تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ كُنْ مُؤْمِنًا!»

طلب يسوع من توما أن يأتيه بإصبعه وينظر، وأن يضع يده في جنبه، لماذا؟ لماذا طلب أصبعه وأراده أن يلمس جنبه؟ بالأصبع ندلّ، وبالأصبع نشير إلى الغلط أو إلى الصحّ وبالأصبع يمكننا أن نصوّب النّظر، وإلى "هنا" أراد لنا يسوع أن نصوّب نظرنا وننظر كما فعل توما، إذ لا يمكننا أن نرى أو ننظر إلى أبعد إلّا من خلاله هو أي في الـ"هنا" أيّ بجسده الّذي تألّم ومات وقام ليجعلنا في حياةٍ جديدة معه.

نعم! بجسده الحسّيّ جعلنا ننفتح على حقيقة حبّه الإلهيّ، وبجنبه يمكننا أن نلمس الحياة المتدفّقة كلّ يوم في حياتنا، لنكون معه قائمين بحياةٍ منفتحة على الحياة الإلهيّة الّتي ولجها هو بذاته الإنسانيّة وأشركنا بها بإنسانيّتنا، إيماننا المسيحيّ ليس متناقضاً مع حقيقتنا الإنسانيّة بل يجعلنا ندركها حقيقة قيّمة، جعلت من الله الخالق، يمنحنا الخلاص بابنه الّذي جعله كفّارة عن خطايانا التّي قد تحجب بصيرتنا فنرى بوضوح فدائه، حقيقة حبّ ورحمة الله لنا. لكن الحقيقة الحيّة لا يمكن أن تنجلي إلّا بالكلمة والكلمة اليوم تقول لنا: "كن مؤمناً". لماذا؟ هل الإيمان يدرك بهذه السّهولة؟ أبداً. من أجل إيماننا بحقيقة الخلاص وقوّة الحبّ، ذُبح الحمل وجُرحت يداه وطُعن جنبه فكانت لنا الحياة الأبديّة.