٢٢ موعد ثابت مع مار شربل..
بيده المباركة خطّ مار شربل جرح نهاد الشّامي ببلسم الخلاص، وبخيطان تشعّ قداسة أسكت آلامها وجفّف دماء جروحها التي نزفت طويلًا.
٢٥ سنة وتاريخ ٢٢ من كلّ شهر رمز مبارك مصبوغ بأريج البخّور، تاريخ مميّز بات يستقطب أعدادًا هائلة من اللّبنانيّين والأجانب مسيحيّين ومسلمين، لالتماس نِعم هذا القدّيس العظيم الذي تخطّى كلّ الحدود.
كم جميلة منطقة عنّايا اليوم بطبيعتها الخلّابة ونسيمها العليل، تستقبل قلوبًا متلهّفة للاقتراب من ضريح قدّيس الأعاجيب.
ففي ٢٢ من كلّ شهر يفرغ المؤمنون مشاكلهم في وعاء عنّايا العميق، يودعون أحزانهم هناك، يفرشون صعابهم فوق تراب ضريح شربل ويعودون إلى أديارهم محمَّلين بالنِّعم، مزوَّدين بالفضائل، مكسوّين بحلّة العزاء العذب.
أوجاع نهاد الشّامي التي محاها مار شربل بلمسة طيّبة تعلّم أوجاعنا دروسًا روحيّة غنيّة إذ تطمئنها بأنّ قدّيس عنّايا لن يغيب عنها لحظة، بل سيطالها بحنانه ويهدّئها مزوّدًا إيّاها بالإيمان المخلِّص.
اليوم، وككلّ 22 من كلّ شهر، نرفع صلواتنا مع جميع المؤمنين إلى مار شربل، طبيب السّماء، لكي يرفع بدوره كلّ صعابنا على مذبح الرّبّ لينقّي قلوبنا من الأحزان العصيبة راسمًا فيها الرّجاء.