دينيّة
25 تشرين الأول 2017, 06:00

"فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ"..

ماريلين صليبي
لأنّ المسيح قال في إنجيل متى 28: 19: "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ"، يأتي التّبشير رسالة سامية يحملها المسيحيّ بقلب مجبول بالمحبّة لينشر السّلام أينما حلّ.


لا هي اللّغة ولا الثّقافة ولا الجغرافيا حواجز تمنع المسيحيّ من الإكراز بكلام الرّبّ، بل إنّ التّبشير الصّادق يتخطّى الحروف والتّوصيات التي قد ينقلها المسيحيّ إلى أخيه في الإنسانيّة، ليشمل مجموعة من الأفعال الصّالحة.
فالمسيحيّ الذي لا يضمر الشّرّ للآخر ولا يشتهي مقتناه ولا يبادله بالتّكبّر ولا يتدنّى إلى المادّيّات، يكون مبشّرًا بتعاليم المسيح.
والمسيحيّ الذي لا تفارقه البسمة المتواضعة والذي يحبّ بلا حدود ويساعد بلا مقابل ويتشارك الأحزان والأفراح مع الآخر، يكون أيضًا مبشّرًا بتعاليم المسيح.
المحبّة تبشير والعطاء تبشير والطّهارة تبشير والزّهد تبشير، وبهذا وحده يخلص ابن الإنسان ويساهم بخلاص أخيه في الإنسانيّة.
التّبشير مهمّة مسيحيّة أوكلنا بها المسيح نفسه، فيها نردّ الضّالّ إلى برّ الأمان وننتشل الخاطئ من بحر الهلاك، لتسير "جَمِيعَ الأُمَمِ" بالقداسة إلى البيت السّماويّ.
وإصغاءً للبابا فرنسيس، ليكن الشّهر المقبل فرصة نتذكّر فيها كمؤمنين أهمّيّة التّبشير بالمسيح وضرورة المجاهرة بالإيمان لأنّهما "تعبير عن الشّغف بالمسيح وبالآخر"، شغف لا بدّ من أن يُزرَع في قلوب الكثيرين ليعيشوا بفرح أرضيّ كبير ويرقدوا في فرح أبديّ عظيم.