"صلاة مقبولة".. قالها القدّيس شربل فتمّ الشّفاء
شهادة أنطوان الياس جبّور تدعونا للعودة إلى أعماقنا والتّشبّث بالإيمان، هو الّذي عانى من 27 جلطة دماغيّة أفقدته ذاكرته وقدرته على النّطق، وأقعدته مشلولًا عديم الحركة، لم يتخلّ يومًا عن رجائه، بل حفره في قلوب أبنائه، عاكسًا من خلالهم قوّة الإيمان والتّقوى..
فلمّا عجز الطّبّ عن إيجاد حلول جذريّة لمرض جبّور، ولمّا أجمع الأطبّاء على استحالة شفائه، تحلّى ابنه بالإيمان وتوجّه وزوجته إلى محبسة القدّيس شربل في ساعات اللّيل المتأخّرة، واثقين من قدرته على تحقيق المعجزات.
عندما وصل الزّوجان إلى عنّايا، كانت المحبسة قد أُقفلت، ما اضطرّهما إلى الاستعانة بالحاجب الّذي تفهّم حاجتهما إلى اللّجوء للصّلاة فسمح لهما بالدّخول..
صلّى الإثنان بخشوع، آمنا وسلّما لإرادة الله، وفي طريق العودة صادفهما راهب يرتدي ثوبًا أسودًا؛ لم يرَ الشّابّ وجه ذاك الرّاهب إلّا أنّه سمعه يهمس لهما: "صلاة مقبولة"...
التفت الشّابّ إلى زوجته ليجدها غارقة في البكاء، كيف لا وقد التقت بالقدّيس شربل.. حاول الزّوج البحث عن ذاك الرّاهب عبثًا، فالمحبسة خالية والحاجب يؤكّد أنّه لم يسمح لأحدٍ بالدّخول.
همّ جبّور بالرّحيل، إلّا أنّ قوّة دفعته إلى عودة أدراجه؛ توجّه إلى الحاجب وأهداه مبلغًا قيمته 50000 ل.ل، وكان كلّ ما بحوزته، لتغرورق عينا الحاجب بالدّموع موضحًا أنّ والدته مريضة، وأنّه كان بأمسّ الحاجة لهذا المبلغ ليسدّد ثمن الدّواء... وللحال تأكّد جبّور أنّ القدّيس شربل حاضرٌ، وأنّ المعجزة قد تمّت.
عاد إلى المستشفى حيث كان والده يرنّم "يا أمّ الله"، بالرّغم من عدم قدرته على النّطق وما هي سوى دقائق حتّى استعاد حركته وشُفي بالكامل.
إيمان عائلة أنطوان الياس جبّور أغدق عليها بالنّعم، فكم نحن بحاجة اليوم إلى قطرة من هذا الإيمان لنلتمس نعم الله في حياتنا فتنبض قلوبنا أملًا ورجاءً وثقة بإله لن يخذلنا يومًا...