"رحماك يا ابن داوود، يا يسوع"
صراخ ابن طيماوس اخترق قلب يسوع، فتوقّف وطلب من الّذين انتهروه وأسكتوه أن يُدعوه، هم الّذين لم يحملوه إلى يسوع كما فعل رفاق المخلّع الأربعة، فقصد يسوع بذلك أن يتوبوا عن مبالاتهم وأنانيّتهم وسطحيّة إيمانهم وأن يفتحوا قلوبهم إلى المحتاج. دعوه قائلين له "تشدّد وقم فإنّه يدعوك" (مر 10: 49). عندها، وللحال "ألقى عنه رداءه ووثب وجاء إلى يسوع" (مر 10: 50)، واحترامًا لحرّيته وإرادته سأله يسوع "ماذا تريد أن أصنع لك؟"، فأجابه "رابوني أن أبصر" (مر10: 51). لم يرد ابن طيماوس أن يستعطي المال والغنى، إنما أراد أن يشحذ لمسة تُغيّر حياته، لمسة تنتشله من خطاياه التي تحدّه وتكبّله، أراد أن يخرج من الظلمة إلى النّور، أن يمشي في الطّريق ويعيش بالحقّ ويفرح بالحياة، فكان له ما أراد ""اذهب،! إيمانك خلّصك". فابصر من وقته وتبعه في الطّريق" (مر 10: 52) فتحوّل من شحّاذ على جانب الطّريق إلى تلميذ شاهد على كلّ الطرقات.
في ختام سلسلة الشفاءات، وضعت الكنيسة آية شفاء الأعمى للوصول إلى سرّ المسيح، إلى نور الأنوار، إلى أنوار القيامة المجيدة. ونحن مدعوون على مثال النّاس الّذين انتهروا أعمى أريحا أن نتجدّد ونعيد حساباتنا ونتوب لنكون أهلاً لمرافقة المسيح على طريق الجلجلة وصولاً إلى الخلاص، مؤمنين برحمة الرّبّ على مثال أعمى أريحا صارخين "رحماك يا ابن داوود، يا يسوع" (مر 10: 47).