دينيّة
15 أيار 2017, 05:35

"حِينَ كُنْتَ شَابًّا، كُنْتَ تَشُدُّ حِزَامَكَ بِيَدَيْكَ وتَسِيرُ إِلى حَيْثُ تُرِيد. ولكِنْ حِينَ تَشِيخ، سَتَبْسُطُ يَدَيْكَ وآخَرُ يَشُدُّ لَكَ حِزامَكَ، ويَذْهَبُ بِكَ إِلى حَيْثُ لا تُ

ما هو الشّباب؟ وما هي الشّيخوخة؟ هل الشّباب يعني فقط الإرادة والقوّة والعزم لتحقيق ما نريد وما نطمح إليه؟ هل الشّيخوخة هي استسلام وارتباط بالآخر وغياب الاستقلاليّة؟ في الشّباب نشدّ الحزام ونسير وفي الشّيخوخة نبسط اليدين وآخر يشدّه لنا.

هو صراع بين ما أريد وبين ما يريده الآخر لي. هو تناقض نعيشه في الحياة فنتساءل إلى أيّ مدى أنا مسؤول عن مسيرتي وإلى أيّ مدى عليّ أن أكون مع الآخر في هذه المسيرة. هل ببسط اليدين أفقد استقلاليّتي وأرتبط بالآخر وبالتّالي أفقد ما يسمّى كرامتي؟ وهل الكرامة مرتبطة بالعمل أم بالإنسان؟ أشخاص مسنّون كثر، بسبب عجزهم الجسديّ يفقدون استقلاليّتهم فيرتبطون بالآخر الّذي يساعدهم، ننظر لسنّة الحياة اليوم ونقول غريب أمرك أيّتها الحقيقة فكيف ندركك حقيقة؟ أبلحظات القوّة عندما نشدّ الحزام ونسير إلى حيث نريد، ندركك؟ أم عندما نبسط اليدين ويذهب بنا الآخر إلى حيث يريد؟ أأنت حقيقة القوّة أم حقيقة الضّعف؟ أأنت حقيقة الحياة الحرّة أم حقيقة الاستسلام؟ لماذا بسط ابن الله يديه على الصّليب وترك الآخر يقوده ويهشّم به هل هو استسلام أو ضعف؟ حاشا! فما كان من بسط اليدين إلّا علامة استقبال إبن الله لعطايا الله، هو تسليم وليس استسلام هو عطاء وليس خوف، هو حبّ فجّر ذاته من أجلي وأجلكم لتكون لنا الحياة بفيض، هو انفتاح على الآخر، الآخر بالإنسانيّة، وعلى الآخر الله الآب خالق الكون وواهب الحياة الّذي به تصان كلّ كرامة وتدرك الحقيقة لأنّه "هو هو" الحقيقة الكاملة.