دينيّة
14 أيلول 2016, 07:03

"بإسم الصّليب!"

ماريلين صليبي
إنّ الصّليب في أحيان كثيرة وفي مواقف عديدة رفيقنا الدّائم، فعند المفاجأة نهتف "بإسم الصّليب!"، عند ظهور حيوان شرس أمامنا نصرخ "بإسم الصّليب!"، عند المرور أمام كنيسة أو تمثال قدّيس نتمتم "بإسم الصّليب!"، عند رؤية جمال خارق نردّد "بإسم الصّليب!"..

 

وبعد كلّ مناجاة صليب المسيح، نرسم إشارة بيدنا كثيرًا ما تكون مشوّهة معالمها وضائعة معانيها.

"بإسم الآب والإبن والرّوح القدس".. بيدنا نشير عند الآب إلى الرّأس، عند الإبن إلى الصّدر وعند الرّوح القدس إلى الكتفين. فما هو معنى هذه الإشارة وكيف نفسّرها؟

عندما نرفع يدنا صوب الرّأس أوّلًا، نتذكّر الآب الذي خلقنا ونشكره على العقل الذي منحه فينا والحكمة التي بعثها منّا والقدرات والكفاءات التي زوّدنا بها.

عندما ننزل يدنا صوب الصّدر ثانيًا، نشير بهذا إلى القلب، محرّك أفعالنا كلّها وجوهر علاقاتنا مع الآخرين. بالإشارة هذه، نطلب أن ينقّي الله قلوبنا لتصبح وديعة ومتواضعة، تسامح وتطلب الغفران.

ثالثًا، عندما نميل إلى اليمين واليسار، نرفع صلواتنا إلى الله ليبارك أعمالنا التي نصنعها بيدينا، أعمال تتمّمها يدٌ بالبرّ والخير والبركة، لترتفع الأخرى  صوب السّماء لالتماس الله.

في مناسبة عيد ارتفاع الصّليب إذًا، علّمنا يا ربّ أن نتحمّل كلّ ما يشكّل صليبًا موجعًا في حياتنا، فنتغلّب على اليأس معك ونزيل الألم من قلوبنا، لنعيش برجاء القيامة أبدًا...