دينيّة
16 كانون الثاني 2017, 08:40

"إجعل الله بين عينيك"

ماريلين صليبي
" كلّ موضع تمضي إليه، إجعل الله بين عينيك".. هو قول من مجموعة أقوال كان يردّدها القدّيس أنطونيوس الكبير، "مثال الكمال"، الذي تفصلنا عن الاحتفال بعيده ليلة واحدة؛ فلنتأمّل بكلامه السّامي ولنسعَ إلى أن تكون هذه اللّيلة مفتاح كمال الأيّام المقبلة...

 

ضعفاءُ نحن، أبناء الأرض والخطيئة، كثيرًا ما ننجرّ خلف ملذّات الدّنيا ومغرياتها؛ فيتوجّه نظرنا سريعًا صوب واجهات المحالّ التّجاريّة لنختار الثّياب الأكثر جمالًا والأكثر غلاء بغية التّكبّر والتّباهي.

يصبّ نظرنا السّخيف أيضًا في السّيّارات الأكثر فخامة والمجوهرات الأكثر بريقًا والصّداقات الأكثر منفعة التي تلفّها المصلحة الخاصّة.

يتّجه نظرنا السّطحيّ أيضًا إلى شهوات الجسد المهلكة، إلى جهل العقل المغري، إلى حقد القلب القاضي، إلى ما يعمي العين ويحجب النّظر ويفسد النّفس.

وتجدر الإشارة إلى أنّ ارتداء الثيّاب الأجمل أو التّزيّن بالمجوهرات الأروع ليسا بعيب حين تكون الغاية المُرادة خلف ذلك التّرتيب واللّياقة بعيدًا عن وحل الخطيئة.

لذا يدعونا "أب الرّهبان" إلى النّظر صوب الأمور بمقلة يلفّها الله بمشيئته ورضاه، فما الذي يجب أن نحدّق به؟

الجواب السّهل والسّريع والشّافي هو دائمًا أبدًا يسوع المسيح.. يسوع الذي إذا سلّمناه عيوننا وأفكارنا سيدبّر أعمالنا وتصرّفاتنا، يسوع الذي إذا تأمّلنا بآلامه سيجعلنا ندرك كم هي مؤلمة الخطيئة وكم هو عظيم الخلاص.

فنسألك يا يسوع أن تنقّي عقولنا وتفتح قلوبنا واسعة لاستقبال الطّهارة والإيمان، لتشعّ عيوننا بنور الزّهد والفرح والسّلام...