دينيّة
27 كانون الأول 2016, 13:05

"أُورَشَليم، أُورَشَليم، يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاء، ورَاجِمَةَ المُرْسَلِيْنَ إِلَيْهَا! كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلادَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَي

"أورشليم" تعني مدينة السلام، هي المدينة المقدّسة التي فيها تُقام عبادة الله، كيف هي مقدّسة؟ وهي قاتلة الأنبياء؟ ومن هو النبي؟ ولماذا يُقتل في مدينة السلام؟ عندما نقول نبيًّا نعني الناطق بكلام الله أيّ الذي يعبّر بكلامه عن إرادة الله، يعبّر عن إرادة الله ويُقتل في مدينة الله أو مدينة السلام!!

كم هي متناقضة الأمور في بعض الأحيان، نطمح في حياتنا للسّلام ونصلّي من أجل السّلام ونقوم بما يناقض السّلام، أراد الرّب أن يجمع شعبه كالخراف في دفء حبّه وتحت جناحيه، هو الحاضر بيننا ليجمعنا في كلّ حين. ولكن أبت خليقتُه أن تكون الفراخ التي تحتاج الذي جعل الحياة لها! نعم حسبت الخليقة ذاتها قادرةً على الطيران وهي الفراخ، حسبت الخليقة ذاتها قادرة على معرفة الشرّ والخير وهي لا تدرك بعد معنى الحياة.
 في الوجود، حسبت الخليقة ذاتها قادرة على الحكم بذاتها علّها تكون الديّان والحاكم فرفضت حبّ الله وحكمه وجعلت تقتل وترجم وتتمنّى موت الآخر غير مدركة أنّ الآخر هو سبب وهدف حياتها. ففقدت لذّة الحياة وجعلت للموت موطئاً فيها. نحن اليوم، مع ولادة ربّ الحياة وملك السّلام، مدعوّون لقبول وإحياء ثقافة الحياة والسلام لأنّه "ولد لنا مخلّص إسمه يسوع".