فنّ
06 آب 2024, 05:40

"أنتم أمل المستقبل وعازفوه، وملحّنو الغد ومنشدوه": المطران إبراهيم

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل معهد شادي ريّا للموسيقى " دار الموسيقى"، بتخرّج مئة طالب وطالبة في احتفال أقيم في حديقة الأساقفة في مطرانيّة سيّدة النجاة برعاية المطران إبراهيم مخايل إبراهيم، راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيّين الكاثوليك وحشد كبير من أهالي المتخرّجين والمدعوّين.

 

رعى المطران إبراهيم حفل التخريج لدفعةٍ من مئة طالبٍ وطالبة من معهد "دار الموسيقى" في مناسبة تخرج طلّاب الموسيقى وكانت له  قال فيها:

نحتفل اليوم بتخريج دفعة جديدة من معهد "دار الموسيقى" بقيادة الأستاذ شادي ريّا. هي لحظة فخر واعتزاز لنا جميعًا، وللطلّاب الذين قطعوا رحلة مزروعة بالتحدّيات ومكلّلة بالنجاحات.

كلّ واحد منكم، أيّها الخرّيجون الأعزّاء، هو سمفونيّة لا تنتهي في هذه الحياة. أنتم المقطوعات الموسيقيّة التي تزيّن الوجود بألحانكم وأصواتكم وإبداعكم. لقد تعلّمتم في دار الموسيقى ليس فقط فنون العزف والغناء، بل تعلّمتم أيضًا قوّة الانضباط، والتفاني، والعمل الجماعيّ، والتفوّق الشخصيّ".

قال المطران أيضًا: "كلّ نغمة تعلّمتموها وكلّ لحن أبدعتموه، هو جزء من قصّتكم الفريدة. أنتم أمل المستقبل وعازفوه، وملحّنو الغد ومنشدوه. ستواصلون عزف سمفونيّتكم في كلّ مكان تذهبون إليه، تلامسون القلوب، وتلهبون المشاعر، وتنشرون الفرح والسلام.

وفي زمن لبنان الصعب، تأتي الموسيقى كرسالة أمل وسلام. بدل الحروب، نزرع النغمات، وبدل البنادق، نلاعب الأوتار والنوتات. الموسيقى هي اللغة التي تتخطّى الحدود وتتجاوز الحواجز، تجمعنا وتوحّدنا في لحظات الفرح والألم على حدّ سواء. إنّها القوّة التي تمنحنا القدرة على التعبير عن أنفسنا وعلى التواصل مع الآخرين بطرق تتجاوز الكلمات".

ثمّ شكر المطران إبراهيم الأستاذ شادي ريّا وأساتذة المعهد الذين وصفهم بـ"صانعي النجوم" والأهالي.  

وختم كلمته بالتوجّه إلى الخرّيجين بالقول: "احملوا ما تعلّمتموه هنا، واذكروا دائمًا أنّ الموسيقى ليست مجرّد أصوات، بل هي لغة الروح. كونوا الشموع التي تضيء الدروب، والسمفونيات التي تحرّك القلوب. بارككم الله وحمتكم سيّدة النجاة".

 

ثمّ، تحدّث شادي ريّا، مدير المعهد عن نشأة المعهد وتطوّره وقال: "اليوم أقفُ وأنا أحمل مشاعر الفخر والاعتزاز، منذ عام 2018 تاريخُ تأسيس معهد دار الموسيقى وأنا أحلم أن أكون تحت راية سيّدة النجاة حامية المدينة، أخَرِّج تلاميذي. هذه السنة مميّزة على نحوٍ خاصّ لأنّ التخريج يتحقّق برعاية الأب الروحيّ لنا، راعي الأبرشيّة، المطران إبراهيم مخايل إبراهيم.  

هذه المؤسّسة التي بنيْتُ بدموع عيوني، أصبحت الآن جسرَ تواصلٍ بين أرجاء البقاعِ كلّه، فمن محافظة بعلبك والهرمل من دير الأحمر إلى القاع وصولًا إلى البقاع الغربيّ حتّى بعض مناطق محافظة جبل لبنان تحديدًا صوفر وبحمدون وإلى زحلِتْنا الحبيبة التي نعشق .. هذا هو امتدادُ معهدِ دار الموسيقى وتلاميذنا ينتمون إلى معظم بقاعِ لبنان وهم من أطيافهِ وفئاتهِ كلّها".

أضاف ريّا: "معهدنُا طبعًا لا يحمل أيّ لونٍ أو صبغة وقد بنيَ على الاتّكالِ على النفس والإنتاجِ الذاتيّ بالتكامل بين إدارته والأهالي. طموحاتنا كبيرة وأحلامنا أكبر، والوقتُ كفيل بتحقيقِها. نجاحكم جعلني ألمِسُ السماء وأعيشُ روعتها، مثابرتكم سرُّ نجاحكم، إصراركم سرُّ تفوّقكم، صبرُكم سرُّ تميّزكم. أنتم مستقبلُ هذا البلدِ وأمله، فحققوا آمالَ أولياء أموركم الذين لم يبخلوا بشيءٍ لتعليمكم، وثقوا بأنّ معلّميكم حريصون على ما ينفعكم فانظروا إلى مستقبلكم، وكونوا، بعون الله، مفخرةً لأسركم، ومجتمعكم. إهتمّوا لعلمكم وثقافتكم، فأنتم مستقبلنا".

وختم ريّا بتوجيه الشكر الى المطران إبراهيم وكلّ من وقف إلى جانب المعهد وإلى الأهالي والحضور.