"...ألم تعلما أنّه يجب عليّ أن أكون عند أبي؟"
بحث يوسف ومريم عن ابنهما بين الأقارب والمعارف وعندما لم يجداه، عادا إلى أورشليم علّهما ينجحان في اقتفاء أثره. وبعد ثلاثة أيّام، عثرا عليه في الهيكل، جالسًا بين المعلّمين الّذين كانوا يستمعون إليه معجبين بذكائه وحكمته.. ولمّا رأته مريم سألته: "يا بنيّ لمَ صنعت بنا ذلك؟ فأنا وأبوك نبحث عنك متلهّفين؟" فقال لها: "لمَ بحثتما عنّي ألا تعلمان أنّه يجب عليّ أن أكون في بيت أبي؟"..
كلام يسوع في الهيكل كان أولى الإشارات الّتي أوضحت أن يسوع تجسّد ليكمّل الشّريعة، فهو لم يأتِ ليلغي العهد القديم بل ليهيّئ العالم لعهد جديد يكون عهدًا لخلاص الأجيال.. أمّا جوابه لمريم فهو تأكيد أنّ يسوع هو ابن الله الّذي تكلّم عنه الأنبياء ومهّدوا لمجيئه، والّذي لم يتأخّر عن إتمام الرّسالة الّتي من أجلها تجسّد..
غير أنّ مريم ويوسف الباحثَين عن يسوع فيشبهان كلّ باحث عن الله، أمّا إيجاده في الهيكل فهو تأكيد أنّه بانتظارنا في الكنيسة، في بيت أبيه حيث يدعونا للاستماع إلى كلمة الله وتناول جسده المقدّس.. فلنصلِّ اليوم لنجد المسيح ونستقبله بقلب مهيّأ يحتضن الله..