دينيّة
08 أيار 2023, 13:00

يوحنّا الحبيب... المتكلّم باللّاهوت

ريتا كرم
ترك وأخوه سفينة أبيهما، وتبع المعلّم ليلقي الشّبكة في بحر العالم ويصطاد البشر بتعاليم يسوع. هو يوحنّا بن زبدي أخو يعقوب الملقّب بيوحنّا الحبيب ويوحنّا البتول المعادل الملائكة، و"الثّاولوغوس" أيّ المتكلّم باللّاهوت الّذي تكلّم عن الولادة الأزليّة بما في الكلام من سموّ.

 

هو الّذي يصوّره العشاء الأخير متّكئًا على صدر المسيح، لأنّه أحبّ المخلّص حبًّا عظيمًا وتبعه حتّى الصّليب حيث أوكل إليه المصلوب رعاية مريم العذراء.

هو من جمع في شخصه بساطة قلبيّة ومحبّة فائقة؛ هو من دافع عن بشارة يسوع ولاقى بسببها مقاومة شديدة وواجه الموت أكثر من مرّة، ونُفي إلى جزيرة كتب خلالها "رؤيا يوحنّا" الشّهيرة، ليعود بعد موت الإمبراطور المضطهِد دومتيانوس إلى جزيرة أفسس ويتابع مهامه التّبشيريّة ويكتب رسالاته الثّلاث ويصنّف الأخير من بين الإنجلييّن الأربعة الّذي دوّنوا حياة المسيح.

غاب بعد مئة عام من حياة مقدّسة، فأخذ في كلّ عام يفوح طيب عطر من قبره، ويتغطّى برماد سمّاه المسيحيّون بالمنّ، منّ يشفي الجسد والرّوح معًا.

فيا "أيّها الرّسول المتكلّم باللّاهوت، حبيب المسيح الإله، أسرع وأنقذ شعبًا عادم الحجّة، لأنّ الّذي تنازل أن تتّكىء على صدره يقبلك متوسّلاً فإليه ابتهل أن يبدّد سحابة الأمم المعاندة، طالبًا السّلامة والرّحمة العظمى"، وأعطنا يا ربّ أن نحبّك على مثال يوحنّا، فنلازمك في كلّ الظّروف ونعلن كلمتك من دون خوف، فنستحقّ عندها بنوّتك!