يسوع في "الواقع الافتراضيّ"
إذًا، في تسعين دقيقة تختصر 33 عامًا من حياة المسيح، سيتحوّل الحلم إلى حقيقة. في هذه الدّقائق المعدودة سنختبر إيماننا الّذي سينمو أمام كلّ حدث ارتبط في مشروع الخلاص.
تخيّل أنّك في مغارة بيت لحم، ترى كلّ التّفاصيل وكأنّك في داخلها: مريم ويسوع وطفل المذود. تخيّل أنّك ستتبع خطوات العائلة المقدّسة الهاربة إلى مصر، ربّما ستُخطف أنفاسك من الخوف، ستشعر بوجع الهجرة وسيف الاضطهاد.
ستسمع يسوع يخاطبك كما يخاطب الجموع في الهيكل، ستلمس خوف مريم على ابنها عندما ضاع منها، ستراه يساعد يوسف في أعمال النّجارة.
تخيّل أنّك ستشهد على أعجوبة السّمك والأرغفة وأنّك ستكون بين المحتشدين على جبل التّطويبات حيث ستتغلغل إلى آذانك كلمات يسوع الّتي تربّيت عليها فتفهم معنى الـ"طوبى لك".
أنتَ يا من تُحيي في كلّ سنة ذكرى آلام يسوع من دون أن تراها بأمّ عينيك، تخيّل أنّك في يوم ما ستسنح لك الفرصة لتختبرها فينهض فيك الإيمان أمام كلّ جلدة سيتلقّاها الفادي وكلّ توبة ستتحقّق على جبل الجلجلة، حيث تصبح عينا مريم ويسوع أقرب إلى نظرك؛ وحيث يكون الرّسل موجودين من حولك والسّماء الّتي لفحها السّواد في الجمعة العظيمة تظلّلك، وباب القبر الّذي تزحزحت حجارته يوم القيامة سيُفتح أمامك لتعاين القيامة المجيدة وصولاً إلى الصّعود الإلهيّ.
كم من مرّة تمنّيت أن تعيش تفاصيل حياة يسوع ومسيرته من التجسّد إلى الآلام فالصّعود، فهل سيحقّق ذلك نهضة روحيّة فيك إن اختبرته عن قرب؟