دينيّة
04 حزيران 2021, 07:00

يا مار أنطونيوس البادوانيّ... أعد إلينا ما ضاع منّا!

ريتا كرم
من غنيّ بالمادّة إلى غنيّ بروح الله تمامًا كمعلّمه الأرضيّ القدّيس فرنسيس الأسيزيّ. هو من حمل الطّفل يسوع بين يديه وحمله إلى العالم مبشّرًا ونال شعبيّة كبيرة بين سكّانه واحتلّ مكانة خاصّة في قلوبهم.

هو مار أنطونيوس البادوانيّ الّذي اعتدنا أن نوكل إليه مهمّة العثور على الأغراض الضّائعة، هو من وضعت أمّهاتنا أيقونته تحت وسائدنا لحمايتنا من الأرواح النّجسة في ليالينا.
هو الملقّب بـ"طبيب الكنيسة" صاحب المقولة الشّهيرة: "الأفعال أبلغ من الأقوال؛ دعوا الكلمات تعلّم والأفعال تتكلّم". هو الّذي ما وارب ولا ساير أحدًا، بل عكس حكمة وذكاء طُعّما بتواضع مذاقه أكثر حلاوة من العسل، فكان كلّ من يتغذّى من هذا العسل يثمر ثمارًا حسنة.
اليوم، في بداية تساعيّتك، نصلّي إليكَ كي تعيد إلى كنف الكنيسة كلّ قلب ضّل طريقه عن قلب الله. أعد إلى فقراء الرّوح الإيمان والرّجاء والفرح والسّلام.
نضرع إليكَ كي تطرد الرّوح الشّرّيرة المتغلغة في عالمنا والّتي لا تتردّد في أن تترجم أفعالها قتلاً وعنفًا وإرهابًا وفسادًا...
يا مار أنطونيوس البادوانيّ، يا من حملتَ بين ذراعيكَ الطّفل يسوع، أطلب لنا منه أن يستجيب لصلواتنا. كن شفيعنا في السّماء وناصرنا في الضّيقات وعوننا في الشّدائد.
يا رجل الله الّذي اختار العزلة للصّلاة والتّأمّل وحمل الإنجيل بأمانة وبقلب متواضع ولسان دافئ، ساعدنا لنتجرّد من كلّ ما هو أرضيّ ونترفّع عنه فنتذوّق حلاوة تلك العلاقة الّتي ربطتك بربّ الأرباب، أنتَ يا من قلتَ: "الاهتمام المفرط بالأمور المادّيّة يشتّت الرّوح ويقسمها، عندها يستولي الشّيطان على هذه الرّوح المنقسمة ويجرّها إلى الجحيم".
أَسكن في العائلات المفكّكة رحمة يسوع اللّامتناهية وانشر في البلدان المنقسمة سلامه السّماويّ ووحّد أبناءها.
يا من جعلتَ لمريم العذراء مكانة خاصّة في قلبكَ وسمّيتها "السّيّدة المجيدة وباب السّماء"، وناشدتها في لحظاتكَ الأخيرة هي "المتسامية فوق النّجوم"، دعنا ندرك نحن أيضًا روعتها فنوكل إليها حياتنا.
إليكَ يا مار أنطونيوس البادوانيّ الّذي لمع نجمه تلبية لنداء الله، نضرع في هذا النّهار المجيد طامعين أن تزرع فينا توقًا إلى الصّمت، وأمانة للإنجيل، وتسبيحًا للرّبّ، ومعرفة لله، وحبًّا للفقراء، وطيبة في قلوبنا، وشوقًا إلى الصّليب، وثقة بمريم.. فيعود إلينا بشفاعتكَ كلّ ما أضعناه على دروب حياة تلهّت بضجيج هذا العالم وصخبه.