يا ليت الأمّ تريزا تزور شرقنا!
اليوم، من عطر قداستها نتنشّق رحيق الحبّ. من كأس إنسانيّتها نرتشف خمر المحبّة المجّانيّة اللّامحدودة.
اليوم، نغتني من خبرتها في مجتمعاتنا الفقيرة حيث أضحى إنسانها يفتقر إلى الطّيبة والتّواضع والعاطفة، فأغمض عينيه عن أخيه الإنسان الّذي يموت أحيانًا من أجل القليل من الحبّ.
كم نحن بحاجة اليوم إلى هذه الأمّ الوقور: إلى لمستها الّتي تردّ الحياة إلى الرّوح، إلى كلماتها الّتي تجدّد نبضات القلب المجروح، إلى حكمتها الّتي تسكت كلّ الشّكوك المزروعة في العقول.
كم نحن نتوق إلى مغامرة حبّ تقودها الأمّ تريزا- في زماننا- من دون أيّ قيود تكبّل أيدينا، مغامرة تحرّر العقل والقلب وتلبسهما جرأة فيأتيان بأعظم الأفعال.
كم نحن بحاجة إليها لتقود خطانا وسط كلّ الدّمار والعنف المحيطين. فتخيّلوا لو أنّها لا تزال على قيد الحياة، لكانت بالتّأكيد زارت شرقنا وبلسمت جراح شعبه المضطهد والمهجّر والنّازح والعطش إلى السّلام والحرّيّة.. لكانت وقفت بشجاعتها المعهودة بوجه السّلاح والإرهاب وردّت بكلامها الآلاف إلى كنف الآب.. لكانت حضنت أطفاله بحنان الأمّ، وكفكفت دموع كلّ والدة مفجوعة، وشدّت عزيمة كلّ أب وقف حائرًا لا يعلم كيف ينتشل عائلته من هذا الواقع المرير.. ولكانت علّمت المسؤولين القيادة الحقيقيّة..
اليوم، إليك أيّتها الأمّ القدّيسة نضرع لتهدينا إلى الدّرب الصّحيح، وتوجّهي أفعالنا نحو كلّ من حولنا، وتحوّليها كلّها إلى صلاة فنحيا ونحيي معنا من التقى دربنا بدربه، آمين!