وزارة الاقتصاد كرّمت لجنة مهرجانات بعلبك وكركلا وخضر
وألقت عباس كلمةً، أكّدت فيها على"أهميّة نجاح المهرجانات الذي يعود الى الجهود الجبّارة التي بذلها الجيش اللّبناني والقوى الأمنيّة"، متوجّهةً بالشّكر الى "الشهداء العسكريين الأبرار الذين فدوا لبنان بكل مناطقه، لا سيّما منطقة البقاع وبعلبك الهرمل، والأسرى العسكريين الذين نتمنى التّوصل الى حلّ لقضيتهم بأقرب وقت ممكن، علماً أنّ هذا التّكريم هو للذين دافعوا عن المبادئ التي استشهدوا أو التي أسروا لأجلها، ألا وهي أمن وازدهار المنطقة".
ورأت أنّ تكريم لجنة مهرجانات بعلبك"هو من خلال ايماننا الرّاسخ الذي يذكرنا بالماضي وأهميّة قلعة بعلبك، لأنّ بعلبك وبكل فخر هي حافظة التّراث اللّبناني التي أُقيم لها أول مهرجان في عام 1957 ، حينما بدأ هذا الفن ينتشر محليّاً واقليميّاً ودوليّاً عبر فرق لبنانيّة، وصولاً الى فرق راقصة والى مسرح كركلا، الذي تربّع على عرش الرقص الفلكلوري، وهو لا يزال سفارة متنقلة تعرف بلبنان في كل أنحاء المعمورة. وبعلبك بعظمتها كانت ولا تزال حلم لكل فنان. الارتقاء لم يكن ليتحقّق لولا المثابرة والشّجاعة الطّليعيّة والنّجاحات المضيئة للقيمين على مهرجانات بعلبك، الذين كان لهم الفضل الكبير لاستمرار هذه المهرجانات في اختيار التّنوّع الحضاري. بفضل لجنة المهرجانات كانت بعلبك عاصمة هذا الصّيف والانفتاح والاستمراريّة وعاصمة لبنان التّنوّع".
كما اعتبرت أنّ "المهرجانات لم تكن حدثاً ثقافيّاً وسياحيّاً فحسب، بل كانت واقعاً اقتصاديّاً بامتياز، ساعد على تحسين القدرات الاقتصاديّة للمدينة"، ناقلة تحيّات وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم الى اللّجنة والمكرمين والحضور والجندي المجهول عباس حجازي الذي قدّم وقته وماله.
وألقت دو فريج كلمةً، رأت فيها"أنّ الضّغوطات والتّوتّرات هي التي دفعتنا للابداع والاتقان والمثابرة للوصول الى ما هو أفضل رغم القلق الذي رافقنا. معظم الفنّانين الأجانب رفضوا الاتيان الى هذه المنطقة، بسبب ما يجري من أحداث في الشرق الأوسط ورفضوا تلبية دعوتنا، لكنّنا غيّرنا الاستراتيجيّة، ووجّهنا الدّعوات للذين عندهم ارتباط عاطفي في لبنان مثل ميكا وجان ميشال جار وشيرين عبد الوهاب وعبير نعمة وليزا سيمون وعبد الحليم كركلا، الذي أتوجّه له بشكر خاص ولعائلته وكل الذين انجزوا وشاركوا في هذه الأعمال الرّائعة". كما شكرت الشركاء في انجاح المهرجان، وكذلك الجيش اللّبناني الذي"قام بعمل عظيم وقوى الأمن الداخلي، وكل الذين وفروا وعملوا على ايجاد الطّمأنينة والأمن، وهما الشّرط الأساسي للنّجاح"، متمنّيةً ضمان الأمن في مدينة بعلبك على الدّوام.
وألقى خضر كلمةً، قال فيها: "شرف لي أن أكون مكرّماً من قبل وزارة الاقتصاد، وشرف لا يعلوه شرف أن يكون التّكريم في قلعة بعلبك، في معبد باخوس تحديداً. لم يخطر ببالي أن أكرّم كمحافظ في هذا اليوم عندما صعدت الى بعلبك عام 1998، أن أكرّم في المكان الذي وقفت فيه فيروز، واليوم فرحتي لا توصف أن أقف في المكان الذي وقفت فيه شخصيّات كبيرة. التّكريم عادةً يحصل عندما تموت احدى الشّخصيّات، لكن اليوم حتى لو مات أحد المبدعين، فلا رئيس للجمهوريّة ولا ممثّل عنه يعلّق الوسام، وما كان ليحصل ما حصل هذا العام لولا سهر الجيش اللّبناني والأجهزة الأمنيّة والتّعاون مع رئيسي بلدية بعلبك الحالي والسابق والسيدة نايلة دو فريج، وهم جزء من هذا التكريم اليوم وتكريمي، هو تكريم لكم جميعاً".
أضاف: "في العام 2013 كانت الصواريخ تتساقط على منطقتي بعلبك والهرمل، وفي العام 2014 كان الاصرار من لجنة المهرجانات أن تكون المهرجانات الدوليّة في بعلبك، وقد افتتحت المهرجانات بحفلتين لعاصي الحلاني، لتأتي بعدها أحداث عرسال وخطف الجنود اللّبنانيين، ونتمنّى لهم العودة بسلامة، ونقلت المهرجانات من بعلبك، وقد أحدثت لنا صدمةً وتحدّياً كبيراً. وفي العام 2015 وصلتني مراسلة أمنيّة كان من المفترض أن أنقلها الى وزارة الداخلية، تقول انّ الوضع الأمني لا يسمح باقامة المهرجانات في بعلبك، فاحتفظت بالمراسلة واستدعيت مجلس الأمن الفرعي، وقرّرت اقامة المهرجانات في مكانها الطّبيعي في بعلبك، وبالفعل جهّزنا غرفة عمليّات، بالتّعاون مع لجنة المهرجانات والبلدية والأجهزة الأمنيّة، وكل قام بواجبه على أكمل وجه، وحقّقنا انجازاً رغم الصّعوبات والاقبال الخجول. وفي ال 2016 ، رغم مئات المهرجانات كانت الأولى في لبنان لناحية التّنظيم والأمن والحركة الاقتصاديّة، وهذه المهرجانات قد أعادت بعلبك لتلعب دورها الأساسي والتّاريخي، وفي الموضوع الاقتصادي ليس أهل بعلبك هم من استفادوا لوحدهم، فالافادة كانت من شتورا الى بعلبك وكل المطاعم والفنادق ازدحمت بفضل مهجانات بعلبك، وبعلبك ليست على هامش الوطن، بل هي عاصمة الثّقافة والفن والضّيافة والسّياحة، وكركلا والفرق اللّبنانيّة أعادت العزّ الى مهرجانات بعلبك الدوليّة".
وألقى رئيس بلدية اللّقيس كلمةً، أكّد فيها على العمل الدؤوب وعدم التّقصير في استقبال الزائرين، وكذلك على"أهميّة المبادرة الحضاريّة والمميّزة من وزير الاقتصاد آلان حكيم والمدير العام علي عباس وكل العاملين في لجنة مهرجانات بعلبك الدوليّة، وهذا ما نقدّره من جهود الخيرين في انجاح المهرجانات التي كانت غاية في الفنّ والتّنظيم. ولرئيسة مهرجانات بعلبك الدوليّة السّيدة نائلة دو فريج كل التّقدير، كما لابن بعلبك".
ورأى الفنّان عبد الرحيم كركلا بلفتة وزير الاقتصاد"تشجيعاً ودعماً للابداع اللّبناني وتكريساً لواقع ثقافي جديد ومميّز، في خطوة جديدة تعكس مدى الاهتمام بالواقع الثّقافي والفنّي في مهرجانات بعلبك".
وتلا ذلك، عرض لفيلم وثائقي لاعمال المكرّم الفنان عبد الحليم كركلا منذ انطلاقاته الفنيّة وعمله الفنّي في الذكرى الستين لمهرجانات بعلبك الدوليّة "طريق الحرير"، وكذلك فيلم وثائقي عن مهرجانات بعلبك منذ انطلاقتها حتى اليوم، ثمّ تمّ توزيع الدّروع على المكرّمين، وألبست ربى عباس حجازي عباءة لعباس لجهودها واهتمامها بتكريم لجنة مهرجانات بعلبك الدّوليّة والفنّانين الكبار. وختاماً، أقام المدير مستشفى المرتضى عباس حجازي مأدبة عشاء تكريميّة للوزراء والفنّانين ولجنة مهرجانات بعلبك الدّوليّة.