وادي قنوبين يتحضر لاستقبال آلاف السياح الدينيين
سلسلة أفكار ومشاريع يضعها "اتحاد بلديات قضاء بشري" لتطوير الوادي، ومعه "رابطة وادي قنوبين للرسالة والتراث"، وذلك بهدف تسهيل الوصول إليه مع المحافظة على الميزات التي جعلته على لائحة التراث العالمي. ويلفت المعنيون بملف الوادي إلى أنه كان ولا يزال موضع اهتمام "اتحاد بلديات قضاء بشري"، و"اتحاد بلديات قضاء زغرتا"، بفعل الترابط بين القضاءين، ووجود مساحات منه في كل قضاء، وكذلك هو محط اهتمام "الرابطة"، التي يرأسها المطران سمير مظلوم بإشراف البطريركية المارونية المعني المباشر بالوادي .
ويشير المعنيون إلى أن هناك دراسة لإقامة قرية نموذجية في الوادي، تحت عنوان "رؤية استراتيجية لإعادة احياء وادي قنوبين، وتنفيذ قرية نموذجية فيه"، تم وضعها في تصرف البطريرك الماروني بشارة الراعي، على أن يصار إلى التمعن فيها كي لا يتعارض موضوع التطوير مع إبقاء الوادي على لائحة التراث العالمي.
وادي قنوبين أو وادي النساك والقديسين، تقول الراهبات المسؤولات عن الدير فيه إن المؤمنين لا ينقطعون يوماً عن زيارته وهناك "حج مستمر إليه من كل المناطق اللبنانية، ومن سياح أجانب، حتى في فصل الشتاء، بالرغم من وعورة الطريق وصعوبة الوصول إليه. ويلفتن إلى انهن وجهن نداءات متكررة لتحسين الطريق إلى الوادي من أجل تمكينهن من البقاء بظروف أفضل، لا سيما أن هناك العديد من الأهالي يقطنون الوادي صيفا وشتاء، ولا يغادرونه إلا لشراء الحاجيات، "لكن الأهم هو الحفاظ على الوادي وخصوصيته". وتضيف الراهبات إن "الاستعدادات جارية على قدم وساق تحضيراً لتطويب البطريرك الدويهي، لا سيما في محيط القديسة مارينا حيث مدافن البطاركة وذلك ضمن الإمكانات المتاحة، كما أن الصلاة ترفع يومياً على نية التطويب".
احتياجات كثيرة يجب أن تؤمن للوادي الذي بات قبلة أنظار السياحة البيئية والدينية، وأبرزها رفع ضرر المياه الآسنة عنه ومخالفات البناء على أطرافه، ويعتبر الخوري حبيب صعب أن "الوادي يحتاج إلى لفتة اهتمام اكبر لكونه يحوي تراث الكنيسة المارونية ومدافن البطاركة الموارنة، بالإضافة إلى مغاور ومناسك لا تحصى، وأن الوادي سيستضيف آلاف السياح زيادة عما يستضيفه سنويا بفعل تطويب البطريرك الدويهي".
وتعتبر أراضي الوادي بمجملها من أملاك البطريركية المارونية، لكن المعنيين بالوادي كثر فمن الرابطة برئاسة المطران سمير مظلوم إلى اتحاد بلديات قضاءي زغرتا وبشري إلى الجمعيات الأهلية، وسكان الوادي وصولاً إلى الوزارات المعنية، والأونيسكو، لكون الوادي مدرجا على لائحة التراث العالمي، وصولاً إلى نائبي بشري اللذين يوليان اهتماماً بالوادي الذي لا يزال حتى الساعة يحتاج إلى مزيد من تضافر الجهود لجهة إبعاد شبح النفايات عنه، وإنشاء ممرات تسمح بالتجول فيه مع مراعاة خصوصيته التراثية والدينية.
يشكل وادي قاديشا ثروة طبيعية قيمة ومركزا سياحيا بامتياز ونقطة التقاء السياحة الدينية بالسياحة البيئية، وهو من بين المواقع النادرة في العالم التي تم إدراجها على لائحة التراث العالمي، فعسى أن يلقى مزيداً من الاهتمام، لا سيما أن هناك كتابا كان تم توجيهه سابقا من "الأونيسكو"، يهدد برفع الوادي عن لائحة التراث، إذا استمرت التعديات عليه