هل تمنع فرنسا المسيحيّين من وضع مغارة الميلاد؟
ففي حين يتعلّق المسيحيّون بعادة وضع مغارة العيد في منازلهم وكنائسهم كعلامة تساعدهم على فهم الإيمان بشكل أعمق والتّعبير عنه في زمن المجيء، تؤكّد الكنيسة أنّها لا تجعل من هذه العادة رايتها بخاصّة أنّ "الميلاد هو زمن سلام، إذًا ليس مناسبًا أن نفتعل حربًا غير مجدية، علمًا أنّ الجدال أمر صحّيّ لكن قصّة المغائر الموضوعة في القاعات العامّة ليست بأولويّة اليوم" بحسب تعبير الأب لويس ماري غيتون الفرنسيّ، في حديث لموقع Francetvinfo.fr.
فإن سمحت الدّولة الفرنسيّة وضعها في الأماكن العامّة أو لم تفعل، فإنّ المسيحيّين ملتزمون بعدم القيام بأيّة مبادرات تبشيريّة بل هم يحافظون عليها كمظهر ثقافيّ يعكس بهجة العيد وفرح الولادة.
وهذا ما أكّده المقرّر العامّ لمجلس الدّولة في فرنسا أوريلي بروتونو Aurélie Bretonneau، إذ شدّدت بدورها على ضرورة التّهدئة وعدم التّوتّر، داعية المحكمة الإداريّة الفرنسيّة العليا إلى عدم جزّ الأمور الدّينيّة خلف العادات الاحتفاليّة والفولكلوريّة، كما ورد في موقع La-croix.
وأمام هذه الجدليّة المثارة اليوم، سواء أكانت تختبئ تحت ستار سياسيّ أم دينيّ، في مجتمع بات متنوّعًا نتيجة استقباله لأعداد كبيرة من المهاجرين حول العالم، هل تنجح العلمانيّة في التّوفيق بين التّعدّديّة والتّنوّع والعيش معًا في مساحة عامّة يتشاركها الجميع بعيدًا عن الجدليّات والحروب الطّائفيّة أو تقضي تلك الأخيرة هلى هويّة فرنسا الكاثوليكيّة فتذوب فيها المسيحيّة بحجّة فصل الدّين عن الدّولة؟