دينيّة
27 تشرين الأول 2015, 22:00

نوتردام ترنو إلى الشرق: الجامعة تبدأ بإقامة القداس البيزنطي بانتظام

(aleteia.org - أليتيا) بإمكان الطلاب و أعضاء هيئة التدريس في جامعة نوتردام ممن يحضرون قداس الأحد في كنيسة الجامعة سماع شيء يختلف عن الافتتاحية المعتادة للقداس “باسم الآب و الابن و الروح القدس”.

فقد افتتح الأب خالد أناطوليوس القداس مؤخراً بالقول:”طوبى لمملكة الآب و الابن و الروح القدس، الآن و كل أوان و إلى دهر الداهرين” راسماً علامة الصليب بالإنجيل رافعاً إياه عالياً فوق المذبح.

وقف في مواجهة المذبح بعيداً عن الجماعة، و على كلا الجانبين وقفت الأيقونات. و الجماعة ترد “آمين”.

لقد بدأ أول قداس بيزنطي في حرم جامعة نوتردام لمرة واحدة كل شهر في بداية الآمر، و سيحظى أولئك الذين يتبعون التقاليد المسيحية الشرقية و أولئك الفضوليون بفرصة المشاركة.

الأب أنطوليوس كاهن رسّم حديثاً في كنيسة الروم الكاثوليك الملكيين، و هي إحدى الكنائس الشرقية العشرين المتحدة مع روما. و قال الأب أنطوليوس أن أسقفه سأله عند سماعه خبر انتقاله إلى جنوب بيند، إنديانا، لتدريس اللاهوت إن كان “الحضور الكاثوليكي البيزنطي في حرم الجامعة التي يغلب عليها الكاثوليك في أمريكا” ممكناً.

ليست القضية أن القداس البيزنطي غير معروف في الجامعات. فهناك رعية الأرثوذكس في حرم الجامعة، و بعثة الكاثوليك البيزنطيين في بنسلفانيا، و يقام القداس كل أحد. و قرب الجامعة الكاثوليكية الأمريكية في العاصمة واشنطن هناك ضريح أوكراني حيث تقام القداديس كل أحد. لكن يبدو أن نوتردام هي الجامعة الكاثوليكية الأولى في الولايات المتحدة حيث سيقام القداس الشرقي في الحرم الجامعي بشكل منتظم.

و مع ازدياد عدد الطلاب الدوليين في جامعة نوتردام تزايدت الحاجة لإقامة قداس للمسيحيين الشرقيين. هناك كنيسة للملكيين في الجوار لكن لم يكن فيها كاهن في الآونة الأخيرة. و كان هناك رعية للكاثوليك الأوكرانيين في ميشاواكا لكن المسافة التي تفصلها عن الجامعة جعلت من الصعب الوصول إليها.

مراد تاكاوي طالب دكتوراه في اللاهوت و كاثوليكي قبطي من مصر. يدرس مراد في جامعة نوتردام منذ 4 سنوات، و قد استطاع مؤخراً أن يشتري سيارة، و لهذا لم يكن أمامه خيار سوى حضور القداس الكاثوليكي الروماني في الحرم الجامعي.

قال في مقابلة هذا الأسبوع:”إنها نعمة حقاً، لاسيما بالنسبة للطلاب الدوليين الذين لا سيارات لديهم و لا وسائل نقل أخرى”.

و الكنيسة الملكية كالكنيسة الأوكرانية و غيرها من الكنائس الأرثوذكسية تستخدم قداس القديس يوحنا الذهبي الفم الذي يعود تاريخه إلى القرن الرابع. كان القديس يوحنا الذهبي الفم رئيس أساقفة القسطنطينية قبل الانشقاق الكبير. و لأن المدينة كانت معروفة سابقاً باسم بيزنطة فقد سمي القداس البيزنطي.

مع الاستخدام الكثير للرموز و الغناء و البخور و التضرع اللانهائي للرب بعبارة “يا رب ارحم” سيجلب القداس جواً مختلفاً جداً لكنيسة نوتردام، المعتادة على الطقس الروماني البسيط. كما أن هذا يعرّف الطلاب على جانب مختلف من الكنيسة و التقاليد التي لا يزال يتبعها العديد من الكاثوليك و الأرثوذكس حول العالم.

كما أنها تساعد الطلبة الأمريكيين على التواصل مع الكنيسة المتألمة في الشرق الأوسط و أماكن أخرى كأوكرانيا، حيث يغلب القداس البيزنطي و طقوس ليتورجية أخرى.

لهانا نجيب خلفية مصرية أيضاً لكنها ولدت هنا في الولاية و هي قبطية أرثوذكسية. و قالت طالبة السنة الثانية في الكيمياء: “أستمتع بالمشاركة في صلوات من خلفيات مختلفة (قبطية و روسية و يونانية و أمريكية، إلخ) و كان فضولي يدفعني لأرى كيف يتحد كل واحد منهم مع جوهر الإيمان المسيحي”.

و قالت:”إن القداس الشهري هذا هو فرصة رائعة بالنسبة لي. على مدى العام الماضي أو نحو ذلك كنت قد أحببت المشاركة في القداس الكاثوليكي الروماني، لكن بعد فترة بدأت بالتغيب عن القداس الذي كبرت معه. و على الرغم من التشابه الكبير بين الطقسين الكاثوليكي الروماني و الأرثوذكسي فلا يزال هناك شيء في طقس القديس يوحنا الذهبي الفم يلامسني كمسيحية أرثوذكسية”.

و تقول كريستين سيرفيناك المديرة المشاركة في مركز نوتردام للحقوق المدنية و حقوق الإنسان التي اعتمدت و تربت في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية الروسية:”إنه لأمر رائع كيف يثري اختلاف الطقوس نفوسنا، و يوسع تفكيرنا كتنوع الثقافات و يدهشنا خلال تجربتنا الإنسانية. إن اللقاءات مع الكنائس الكاثوليكية الشرقية تساعد خيالنا الروحي الجماعي حول مدى التنوع و التسامح داخل كنيستنا”.

و أضاف الأب بيت ماكورميك مدير الرعية في الحرم الجامعي:”أنا ممتن للأب خالد على رعيته للكاثوليك البيزنطيين في جامعة نوتردام. إن شهادته للإيمان الكاثوليكي من خلال الطقوس البيزنطية هي بمثابة تذكرة هامة للطلاب و الموظفين و أعضاء هيئة التدريس على عالمية الكنيسة الكاثوليكية”.