دينيّة
16 نيسان 2020, 07:00

نحو "الزّلزال" الأعظم

ريتا كرم
اليوم، عشيّة الجمعة العظيمة لدى الطّوائف المسيحيّة الّتي تتبع التّقويم الشّرقيّ، دعوة إلى التّوبة والعودة إلى طريق الرّبّ تلوح في الأفق من جديد منادية كلّ مؤمن من أجل قيامة جديدة.

وفيما نبحر في فصول هذا الأسبوع العظيم، هيّا بنا نجثو أمام عظمة الحدث ونتأمّل بصمت في جلالته، ونصغي إلى آلام الرّبّ، ونغوض في عمق تواضع ابن الله الّذي قدّم نفسه ذبيحة عنّا.

اليوم، لنسمح أن نتمّم مسيرتنا مع يسوع نحو القيامة بخطى ثابتة وواثقة بأنّ المسيح قد غلب الموت.

لنسمح للإنسان القديم الّذي "عتّق" الخطيئة فينا و"خمّر" الأهواء في داخلنا، أن ينتفض ويخرج إلى النّور ويكتشف سرّ محبّة المخلّص الّتي تكبر كلّما تقدّمنا بالزّمن، لا بل تضحي أطيب وألذّ، ومعها ينضج قلبنا وبها يتغذّى عقلنا.

هو دعوة صريحة للاعتراف بضعفنا وبدء مسيرة جديدة وعيش الملكوت على الأرض.

هو دعوة لننتفض على كلّ من شوّه الهيكل المقدّس ونعيد إليه هيبته.

هو دعوة لنبقى مثمرين في كنيستنا قولاً وفعلاً.

هو دعوة لتسليم حياتنا لله بثقة مطلقة، ولتجديد العهد بأن نبقى تلاميذ أوفياء له، راسخي الإيمان بيسوع الفادي في الحلو والمرّ لأنّ فيه وحده الخلاص.

في هذا الأسبوع العظيم، لنسقط عن وجوهنا الأقنعة الزّائفة، ولننفض عن أكتافنا غبار الخطيئة، ولنغسل قلوبنا من الأحقاد المدفونة، ولننحنِ بتواضع أمام وجع الآخرين ونحمل معهم صليبهم ونسير درب الجلجلة بخطى واثقة بأنّه عند قمّتها ستتزلزل الأرض وتنقشع الغيمة السّوداء ويُزاح حجر الموت والألم.. فهناك القيامة حتميّة!