من هي القدّيسة الّتي كانت سببًا في نشر عبادة قلب يسوع الأقدس؟
إنّها مارغريت ماري ألاكوك من راهبات الزّيارة، تخلّت عن كلّ شيء منذ لحظة إعلان نذورها، فكتبت يومها بدمها: "كلّ شيء من الله ولا شيء منّي، كلّ شيء لله ولا شيء لي، كلّ شيء من أجل الله ولا شيء من أجلي".
ظهر لها يسوع مرّات عديدة، وإنّما أبرزها كان حين أراها مرّة قلبه محاطًا بلهيب وفوقه علامة الصّليب، وناداها قائلاً: "ها هو قلبي الّذي أحبّ البشر حتّى تفانى لأجلهم ولا يلحقه منهم سوى الجفاء والفتور". وفي مرّة ثانية، تراءى لها وجروحاته الخمس ظاهرة معلنًا لها عن حبّه اللّامتناهي للبشر محمّلاً إيّاها مسؤوليّة: "خفّفي أنت على الأقلّ من آلامي بالتّعويض عن خيانات البشر بقدر ما تستطيعين".
مقابل تكريم قلبه الأقدس، وعد يسوع المتعبّدين له بأن يمنحهم جميع النّعم اللّازمة لحالتهم، وأن يلقي السّلام في بيوتهم، وأن يعزّيهم في جميع أحزانهم، وأن يكون ملجأهم الأمين في حياتهم وبخاصّة في مماتهم، وأن يسكب بركات وافرة على جميع مشاريعهم، وأن يجد الخطأة في قلبه ينبوع الرّحمة الغزيرة، وأن ينفح حرارة في النّفوس الفاترة، وأن ترتقي الأنفس الحارّة سريعًا إلى قمّة الكمال، وأن يبارك البيوت الّتي تكرّم صورته، وأن يمنح الإكليروس موهبة يليّنون بها القلوب الأشدّ صلابة، وأنّ من يعمل على نشر هذه العبادة سيكون اسمه مكتوبًا في قلبه على ألّا يُمحى أبدًا.
يسوع الّذي عدّد للقدّيسة مجموعة الوعود هذه أضاف وعدًا كبيرًا، فقال: "إنّني أعدك في فرط رحمة قلبي، بأنّ حبي القادر على كلّ شيء سيعطي، جميع الّذين يتقدّمون من سرّ الإفخارستيّا في أوّل جمعة من كلّ شهر طيلة تسعة أشهر متتالية، نعمة الثّبات الأخير. فإنّهم لن يموتوا في نقمتي، بل سيقبلون الأسرار المقدّسة، ويكون قلبي ملجأً أمينًا في تلك السّاعة الأخيرة".
كلّ تلك الوعود دوّنتها القدّيسة مارغريت ماري وسعت إلى نشرها حتّى معانقتها قلب يسوع في 17 ت1/ أكتوبر عام 1690.