من قلب الاضطهاد.. شهيدة طوباويّة
ترعرعت ريجينا في كنف أسرة متواضعة في الهند، أنهت دراستها الثّانويّة والتحقت برهبنة الفرنسيسكان، لتصبح "الأخت راني ماريا".
كرّست الأخت راني ماريا حيّاتها لخدمة المحتاجين ومساعدة المجتمعات الفقيرة؛ فتمّ نقلها عام 1992 إلى منطقة إندور حيث اعتنت بالمظلومين والمهمّشين.
ناضلت الأخت راني ماريا في سبيل حقوق القبائل الفقيرة والمستعبدة، تضاربت رسالتها مع مصالح رجال أعمال نافذين في المنطقة، فقرّروا التّخلّص منها.
وما هي سوى فترة وجيزة حتّى كُلّف سمندهار سينغ بقتلها، وفي وضح نهار مشؤوم، طعن سينغ الأخت راني ماريا 54 طعنة توفّيت على إثرها وكانت آخر كلماتها: "يا يسوع".
اعتُقل سينغ وحُكم عليه بالإعدام، إلّا أنّ عائلة الأخت راني ماريا أسقطت حقّها وطالبت بإطلاق سراحه عام 2006، كما نال السّماح من شقيقتها سالمي الرّاهبة الفرنسيسكانيّة الّتي اعتبرته أخًا لها متخلّية عن البغض والحقد، الأمر الّذي غيّر حياته ودفعه نحو بداية جديدة؛ وها هي تستعدّ لإعلانها طوباويّة في الرّابع من تشرين الثّاني/ نوفمبر.
تعتبر الأخت راني اليوم مثالًا للشّجاعة والتّفاني بمحبّة القريب، هي الّتي أحبّت حتى الموت متمّمة قول المسيح: " لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ" (يو 13:15(، فلنكثّف صلواتنا اليوم على نيّة الرّاهبة الشّهيدة لتربح السّماء قدّيسة جديدة علّها تكون مثالًا وقدوة للكثيرين.