دينيّة
13 أيار 2016, 06:14

من ثمارهم تعرفونهم!

ريتا كرم
"أيّها الرّهبان والرّاهبات الأعزّاء: أيقظوا العالم! كونوا شهوداً لأسلوب مختلف في التّفكير والتّصرّف والعيش!" تغريدة أطلقها البابا فرنسيس بالأمس نتوقّف عندها اليوم في صبيحة جديدة، نعاين الصّورة ونطلق معها مجموعة أمنيات كجماعة مؤمنين ينظرون إلى رهبانهم وراهباتهم كمثال أعلى وكصورة حيّة للمسيح.

 

فيا أيّها الرّهبان والرّاهبات الأعزّاء، عند مناداتكم أو لقياكم نتذكّر من سبقوكم ولبسوا هذا الثّوب وكرّسوا حياتهم لخدمة الرّبّ والكنيسة، نتذكّر الكهنة والأخوات الّذين بطريقة عيشهم سلكوا درب القداسة وقادوا معهم الكثيرين نحو الملكوت وباتوا لنا اليوم شفعاء في السّماء. نتذكّر مار شربل الّذي عاش ناسكاً يقتات من خبز الحياة ويعمل في حقل الرّبّ ويرفع بصمته روّاد دير عنّايا إلى العُلى، ورفقا الرّيّس الّتي حوّلت الألم إلى فرح واختبرت حبّ عريسها السّماويّ وتاقت إلى لقياه، والأب الحردينيّ المعلّم الّذي بمعرفته الواسعة نقل الإيمان إلى تلاميذه وعلّمهم كيف يخلّص "الشّاطر" نفسه، والأخ أسطفان المتواضع الّذي أصغى بصمت إلى حكمة الله المتجسّدة عطاء في الطّبيعة، والّذي لم يشتك ولم يتعب فكان ممتلئاً سعادة. والأم تريزا قدّيسة الفقراء الّتي اخترقت أحزمة الفقر وصارت سفيرة السّلام وأيقونة العطاء في أكثر البقع حاجة، والأخت إيمانويل الفرنسيّة الّتي عاشت حياة مليئة بالمغامرة والحبّ بين جامعي النّفايات غير المرغوب بهم في القاهرة، مبتسمة ضاحكة ساعية لتحسين معيشة هؤلاء، وفرنسيس الأسيزي رسول السّلام الّذي ترك الغنى والتّرف واللّهو والسّهر ومضى باحثاً عن جوهر الحياة بين الفقراء والبرص مختاراً البطولة مع يسوع، وتريزيا الطّفل يسوع وردة الكرمل التّي كافحت بلا انقطاع لكي تلد المخلّصين المختارين، وتريزا الأفيليّة مصلحة الكرمل ومعلّمة الكنيسة الأولى مثال الدّقّة في حفظ القانون والطاعة وخدمة الرؤساء، وبادري بيو معجزة العصر ملك كرسي الاعتراف الّذي أحبّه وجذب إليه الملايين وتابوا بفيض من دموع.

ليس فقط هؤلاء من يطيب لنا ذكرهم، بل كثيرون من رهبان وراهبات يعيشون في عصرنا ونلتقي بهم في مخلتف أوقاتنا يشيرون كذلك إلى المسيح من خلال أفعالهم وأقوالهم وحتّى صمتهم، تراهم يعيدون إلى السّراط المستقيم من تعرّجت خطاهم.

على مثالهم نتمنّى أن تبقوا يا رهباننا وراهباتنا الأعزّاء منارة تضيء وكلمة تشعّ وضميراً يوقظ من غرق في سبات عميق. فمنّا لكم إنحناءة التّلميذ لمعلّمه!