مكتب اليونيسكو ومجموعة أبوغزاله وسلطة إقليم البتراء اطلقوا البوم بترا
هذه المقطوعات الموسيقية نابعة من عاطفة وشغف عازف البوق (Trumpet) والمؤلف الموسيقي الإيطالي لوكا اكوينو في استخدام الارتدادات الصوتية الطبيعية في المواقع الأثرية لتحسين المقطوعات الموسيقية. وكواحد من أبرز موسيقيي الجاز الموهوبين في أوروبا، فقد استحوذت الإمكانيات الصوتية للبتراء الصغيرة عليه خلال زيارته الثلاث التي قام بها للأردن.
والبتراء الصغيرة جزء من محمية البتراء الأثرية المدرجة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونيسكو، حيث تمتاز البتراء بجمالها الأخاذ وقيمتها الأثرية التي لا تضاهى، كما أنها كانت في ما مضى من الزمن أهم المواقع التي يسعى أثرياء الأنباط لبناء بيوتهم فيها بعيدا عن مدينة البتراء الرئيسية في الظلال الباردة للوادي المحيط بها.
وكان الدعم الذي قدمه الدكتور طلال أبوغزاله جوهريا لنجاح التسجيلات نابع من حب وشغف الدكتور أبوغزاله بالموسيقى. ويعتبر البوم بترا أول مشروع تسجيل تنتجه شركة طلال أبوغزاله الدولية للتسجيلات الجديدة، وهي شركة تسجيلات موسيقية تم إنشاؤها حديثا بهدف تطوير صناعة الموسيقى في الأردن.
وسيتم في 24 تموز طرح 3 مقطوعات موسيقية على الإنترنت لتحميلها، وستذهب عوائد الألبوم إلى المؤسستين اللتين تدعمان البتراء وجمعية الأوركسترا الأردنية الوطنية.
وقدم مكتب اليونيسكو في عمان تشجيعا منقطع النظير لهذه المبادرة الثقافية في هذا الوقت الحساس والخطير ضمن إطار الحركة العالمية متحدون من اجل التراث. وتم إطلاق هذه الحملة القوية استجابة للهجمات الأخيرة غير المسبوقة على التراث الأمر الذي دعا مواطني العالم للوقوف ضد التطرف والراديكالية من خلال الاحتفال بالمواقع والعادات الثقافية التي تصنع من أي دولة مكان غنيا وحيويا.
وقال مدير سلطة إقليم البتراء التنموي السياحي عماد حجازين:"بفضل هذه المبادرة، فإننا فخورون بتقديم جانب جديد للالهام الذي يقدمه جمال البتراء: وهو فن الموسيقى".
وضم الجو التعاوني مشاركين من 10 دول مختلفة يؤدون ويعملون وراء الكواليس حتى يرى هذا التسجيل النور وهم الثلاثي الإيطالي لوكا اكوينو (البوق والموسيقى) وكارمن لوانا (الاكورديون) وسيرجيو كاسالي (الفلوت والتوزيع) وجمعية الأوركسترا الأردنية الوطنية بالتعاون مع عازفة الكمان الألمانية آنا ماريا ماتسوزاك، وعازف الكمان الأجهر السوري بسام الجبر، وعازف الإيقاعات براد برومفيلد من نيو أورلينز، وعازف الكمان الأرمني فاردان بترويسيان وعازف الاوبوا الروماني لورينتيو باشيو.
وقال لوكا اكوينو "إن تسجيل الألبوم في الأردن في بيئة محاطة بألوان الصحراء وأصداء موقع البتراء الأثري كان حلم أسعى لتحقيقه منذ زمن طويل، وقد تحقق الحلم أخيرا. إن التجربة الصوفية التي شاركت فيها مع فريق عالمي رائع من مختلف الجنسيات البعيدة عن بعضها البعض؛ والذين وحدتهم الرغبة في التعبير عن أنفسهم من خلال الموسيقى، هي من أعطت الحياة لصوت ينشر الضوء من المنارات ويتناثر فوق بلدتي الجميلة بونوفيتو خلال رحلته نحو نيو أورلينز".
إن هذا التقدير العالمي للموسيقى يحمل طياته رسالة مؤثرة تتجسد في إحساسنا بالانسجام مع هذا التنوع الثقافي.
وقالت ممثلة اليونيسكو في الأردن كوستانزا فرينا:"بصورة تعكس توجهات في اليونيسكو، فإن الشغف المشترك الذي طغى على هذه التجربة الموسيقية يظهر كيف يمكن للفنون أن تبني جسورا قوية بين الثقافات وتتجاوز العوائق الجغرافية واللغوية والمادية".
ويجمع هذا الألبوم النابض بالحياة 9 قطع موسيقية تبث السعادة عند الاستماع لها. حيث تتفاعل الارتدادات الصوتية مع الغرف القديمة للصدى في البتراء، وتمتد الموسيقى ويتغير شكلها لتتخذ صورة أثيرية.
وقال المدير الإداري لهيئة تشجيع السياحة في الأردن عبد الرزاق:"هذه الشراكة الموسيقية مع جمعية الأوركسترا الأردنية الوطنية ومجموعة أبوغزاله ما هي إلا وسيلة رائعة لإظهار تقدير الأردن للموسيقى والفنون. وإنه لمن الرائع أن نرى العدد المتزايد من الناس الذي يشاركون التجارب التي مروا بها في الأردن من خلال الموسيقى والفن، وخصوصا في أحد مواقع التراث العالمي. إن الحفلات في هذ المواقع التاريخ من الأشياء التي نحب أن نراها ونحب أن نراها مجددا. ففي نفس هذه المواقع كانت الحضارات القديمة تؤدي طقوسها وإعادة إحياء هذا الأمر يبين أن الموسيقى والمواقع التاريخية لا يمكن فصلهما عن بعضهم البعض".