مقتل ثالث كاهن في المكسيك خلال أسبوع والـ31 منذ 2006
هذه الظّاهرة ليست بالجديدة، فلطالما انتشرت منذ أن بزغ شمس المسيحيّة عاكسة جهل النّفوس وعطشها إلى كلمة الحياة وخوفها من نور الحقّ الّذي إن قيل كشف ما كان مستورًا وخنق ما ظنّه الثّائرون على الكنيسة حرّيّة.
فذاك السّيف لم يكفّ يده عن المسيحيّين، الرّسل والقدّيسون بعد المسيح هُدّدوا حتّى ذُبح عدد كبير منهم أو عُذّب أو خُطف أو سُجن. وكهنة عصرنا لا يزالون يحملون تلك الرّاية، إذ يخاف أعداء الكنيسة أن يسمعوا نوّاب المسيح على الأرض يبشّرون.
فكم من كاهن سيق من منزله أو كنيسته، على مرأى من رعيّته، وقُتل أمام أعينهم رافضًا التّخلّي عن مسيحه؟
كم من كاهن مات وهو يدافع عن شعبه المضطهَد فكان لهم أيقونة في الشّهادة وبذل الذّات؟
كم منهم وقفوا في وجه الشّيطان فأرداه الأخير برصاص غاشم لأنّه خاف أن يغلبه بنعمة الرّوح القدس؟
كم كثيرة هي الأسماء الّتي روت دماء أصحابها أرضنا لينمو فيها إيمان ثابت وراسخ توارثته الأجيال!
للأسف، لقد تحوّل عالمنا إلى غابة تحكمها كلّ أنواع الشّرور، إلّا أنّه وفي ظلّ ذاك الواقع الأليم، لا يزال المسيحيّون ينبضون حياة ويعكسون نور المسيح بخاصّة في أحلك الظّروف والاضطهادات.
اليوم، مع تزايد هذه الجرائم الهمجيّة، نرفع صلواتنا إلى أبينا الّذي في السّماوات طالبين أن تهطل رحمته على كلّ من غلّف قلبه سواد داكن دفعه إلى ارتكاب أفعال لا إنسانيّة ولا أخلاقيّة، وتسكنه محبّة الله فيتحوّل دربه نحوه وتخلص روحه وتتحرّر من كلّ شرّ.