07 أيار 2013, 21:00
مقال للأمين العام للمدارس الكاثوليكية في مناسبة يوم المدرسة الكاثوليكية في 9 أيار 2013
في يوم المدرسة الكاثوليكية نكبر بالدور الذي نقوم به روحياً وتربوياً وتعليمياً وانسانياً، ونرتقي بالتالي إلى مستوى الرسالة والشهادة، لتبقى انظارنا مشدودة إلى فوق، تماماً كالرسل الذين كانوا ينظرون إلى يسوع الصاعد إلى السماء (أعمال الرسل1 : 9 – 11).
وكأنيبالأمينالعامالأسبق،الخوريكميلزيدان،المطراناليوم،قداختار،معمعاونيهفيالهيئةالتنفيذية،خميسالصعودكيومللمدرسةالكاثوليكية،للتأكيد على ان دور هذه المدرسةالأولهوانتصعدبأفرادأسرتهاالتربوية إلى "ملء قامةالمسيح" لتجعلمنكلواحدمنهمرسولالحقوالخيروالجمالفيعالمتتشوّه فيه هذه القيم.
صحيحٌ أن هذه المدرسة، كمثيلاتها من المدارس الخاصة، تعاني الكثير من الازمات، ولكنها صامدة في رسالتها وفي سعيها لتنمّي شخصية الإنسان، وتحديداً شخصيَّة المتعلِّم، "في إطار من الخلق والابداع لرسم المستقبل وصنع التاريخ" (شرعة التربية والتعليم، الديباجة).
ومن هذا المنطلق، تسعى هذه المدرسة لتوفر لتلامذتها "أوسع وأعمق ما يمكن من معرفة وتربية متطلبة ومثابرة على الحريّة الإنسانية الحق" (رجاء جديد للبنان 106).
وكم هو مهم التعالي فوق الصغائر والحرتقات، وبخاصة في هذا الزمن الصعب الذي يمر به مشرقنا ووطننا لبنان، لنترك لهذه المدرسة ان تحقق خصوصية الثقافة اللبنانية وفقاً لما ورد في المادة 21 من شرعتها، أي" ضرورة تثمير خصوصيّة الثقافة اللبنانية وإبراز مميزاتها ومنها:
أ-التربية المنفتحة على التنوع والتعدد.
ب-التربية على الحوار الذي يُستقى من هويّة الإنسان الشموليّة ومن الثقافات على تنوعها وتعددها، مما يساعد على الانخراط في مسؤولية بناء الوطن.
ج-التربية على السلام بين الأديان.
د-التعرّف على التراث اللبناني في المجالات كافة، مواطن ومواقع وتاريخ.
ه-إيفاء الثقافة العربية وآدابها حقها.
و-التربية على إرساء روح المواطنية المرتكزة على مبادئ حقوق الإنسان وواجباته".
لقد شوّه البعض صورة هذه المدرسة ودورها النبيل، فسبب لها المتاعب وثقّل مسيرتها بالعوائق وهدّد استمرارية عملها... بتنظيم حملات مغرضة واتهامات باطلة وباستصدار قوانين غير عادلة سببت زيادات على الأقساط، وتأخيراً في تسديد المساهمات للمدارس المجانية، بالاضافة إلى زعزعة الثقة والعمل المشترك بين مكونات هذه المدرسة.
وإذا كان لا بد من الاعتراف بأنّ الكمال هو لله وحده، فلا بد أيضاً من الاعتراف بالحاجة إلى المنطق في معالجة الأمور، ومن الاطلاع الوافي على ما يسبب الزيادات، ولذلك لا بد أيضاً من الموضوعية والتجرّد عند الحكم لكي يأتي في موقعه صحيحاً، يعترف بالفضل حيث الفضل، وينبّه إلى الخطأ حيث الخطأ. والغاية من كل ذلك، لا التشكيك والتخويف، بل السعي لحسن تأدية الخدمة التربوية والتعليمية، بوضوح وشفافية، والعمل على تأمين الحقوق العادلة والمتوازنة لجميع أفراد الأسرة التربوية، وبخاصة حق الأجيال الطالعة بالتعلّم والتربية.
وفي "سنة الإيمان" التي أعلنها البابا بندكتوس السادس عشر نعود إلى وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني لنأخذ منها القدرة على مواصلة المسيرة ولنعيش مع الكنيسة، الخبيرة بالإنسان، في عالم اليوم، ونستعد للاحتفال معها بمرور 50 سنة على واحدة من أهم هذه الوثائق، وهي بيان في التربية، ومطلعه: "للتربية أهمية خطيرة في حياة الانسان".
ومع الاحتفال بيوم المدرسة الكاثوليكية نجدّد الالتزام بالرسالة التعليمية والتربوية، بالرغم من كل الصعاب، ونعدّ العدة لورشات عمل حول ما تقدّم، ونجدّد مطالبة الدولة بواجبها في تأمين البطاقة التربوية وتطبيق معاني حرية التعليم، ونطالب أنفسنا بتطبيق شرعة التربية والتعليم في المدارس والمعاهد الكاثوليكية، ليشجع واحدنا الاخر لكي نبقى مع الهيئة التعليمية والإدارية والأهل والتلامذة في مسيرة صاعدة، بنا وبمن معنا، نحو المراقي لكي "نسهم في بناء المجتمع، بواسطة التربية التي هي فنّ تنشئة الأشخاص... ولكي نسعف الشباب ليواجهوا مستقبلهم بصفاء ويجدوا أسباباً للعيش والرجاء... ولكي يتعزّز التضامن الحقيقي في سبيل التحصيل العلمي... والاندماج في مجتمع غني الثقافة..." (رجاء جديد للبنان 107) .
الأب بطرس عازار الأنطوني
الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان