مع مريم.. نحو الأيّام العالميّة للشّبيبة
اختارها لأنّ أمّ يسوع هي المثال الأرقى على الإطلاق الّذي يمكن للشّباب أن يقتدوا به. هي "الوضيعة" الّتي ابتهجت روحها بالله فعظّمت نفسها الرّبّ وأيقنت أنّه اختارها من بين كلّ نساء الأرض لتطوّبها جميع الأجيال معترفة: "القدير صنع لي أمورًا عظيمة" (لوقا 1/ 49)، معلنة رحمته من جيل إلى جيل للّذين يتّقونه. فهل صعب أن نكون بدورنا سهلاً خصبًا ونسمح لله أن يحرثه ويزرعه بالخيرات فنثمر أفعالاً في كلّ المواسم، لأنّه غرس فينا العظائم؟ فلمَ ننظم نشيدنا الخاصّ، كما نشيد مريم، ونقدّمه تسبحة إلى الله على أنغام محبّته اللّامحدودة، مي مسيرة العام 2017؟
أمّا في الثّاني المخصّص للعام 2018، "لا تخافي يا مريم، فقد نلت حظوة عند الله" (لوقا 1/30)، نداء إلى عيش الحاضر بمحبّة عارمة مع تسليم كلّيّ لله، من دون خوف لأنّه الرّاعي الّذي لا يغفل نظره عن قطيعه، فلا تسقط شعرة إلّا بإذنه. فلمَ لا نشرّع قلوبنا للرّوح القدس ونسلّمه حاضرنا على مثال العذراء عروس الرّوح القدس؟ لمَ لا نكون مثلها هي القائلة: "أنا أمة الرّبّ فليكن لي بحسب قولك" (لوقا 1/38) ونمتلأ رجاء ونصبو نحو العام 2019 مزوّدين بهذه الثّقة نفسها ونتأمّل في هذه الآية الّتي أرادها الأب الأقدس أن تكون محور لقاء الذّروة في باناما؟
إذًا، في مسيرتنا نحو الأيّام العالميّة للشّبيبة، فلنبحث عن مريم في كلّ زوايا حياتنا، فنضع بين يديها الماضي والحاضر والمستقبل، ونرتوي من نبع طهارتها ونتغذّى من إيمانها الكبير، هي الّتي أدرت أنّ الرّبّ قادر أن يشتّت المتكبّرين في قلوبهم، ويحطّ الأقوياء عن عروشهم ويرفع الوضعاء، ويشبع الجياع من خيراته، فيميّز كلّ منّا دعوته بمعونة مريم العذراء.