مع القدّيسين بطرس وبولس
بطرس صيّاد السّمك ترك كلّ شيء وتبع معلّمه وأضحى صيّاد بشر، بعد توبة عميقة ذرف خلالها دموع النّدامة لنكرانه يسوع المسيح ثلاث مرّات عشيّة آلامه. حمل بطرس مشعل البشارة وقاد فوج الرّسل كرئيس لهم والكنيسة كصخرتها الّتي لا تزعزعها العواصف مهما اشتدّت. نطق بكلمة الحقّ علمًا أنّها قادته إلى السّجن مرّتين، خلّصه في المرّة الأولى ملاك الرّبّ أمّا في الثّانية فلم ينجُ بل حكم عليه نيرون بالصّلب. بطرس الّذي تشبّه بمعلّمه في مسيرته أبى أن يُصلب على مثال الفادي، فطلب بتواضع أن يتمّ ذلك ولكن مع رأسه إلى الأسفل، فاستشهد عام 67 ميلاديّ في روما الّتي حضنت حاضرتها الفاتيكانيّة جسده في بازيليك القدّيس بطرس.
أمّا بولس، شاول سابقًا، فكان من أشدّ مضطهدي المسيحيّين في ذاك الزّمن. نكّل بهم، عذّبهم، سجنهم وقتلهم.. لكن عندما أبرق حوله بغتة نور من السّماء وسقط أرضًا وسمع صوت الرّبّ يسأل "لماذا تضطهدني؟"، فَقَدَ بصره الّذي عاد إليه بعد ثلاثة أيّام بتدخّل أحد التّلاميذ ويُدعا حنانيا، وعادت إليه بصيرته وتحوّل من مضطهِد إلى مضطهَد مجنون بمحبّة المسيح، يكرز في المجامع ويبشّر بجرأة إلى أن وقع أسير نيرون الّذي أمر بقطع رأسه عام 67 م.
واليوم، في بدء تساعيّة الشّهيدين بطرس وبولس، نرفع الصّلاة كي يعيد الله كلّ ضالّ إلى حظيرته فيستند على الصّخرة ويوكل أمره إلى الرّبّ بشفاعة مار بطرس. ونصلّي كي يزيل الغشاوة عن عيون كلّ من فقد الإيمان ويضرم في قلبه وعقله محبّة يسوع بشفاعة مار بولس، فيكون لهم ولنا الخلاص والحياة.