مسيرة الصّوم: عرس مع يسوع
وحضور مريم في مسيرة الصّوم ومسيرة حياتنا بغاية الأهمّيّة أيضًا، فكما كانت في ذاك العرس ساهرة على فرحهم، وأخبرت ابنها بأنّه "ليس عندهم خمر" (يو 2: 3)، هكذا هي متيقّظة دومًا عند نفاذ خمرنا وتشعر بحاجاتنا وتتشفّع لنا وتوجّهنا إلى يسوع "مهما قال لكم فافعلوه" (يو 2: 5)، وهو بدوره لا يرفض لها طلبًا حتى إن لم تأت ساعته بعد. بهذا أعطتنا مريم، أمّ يسوع وأمّ الحياة خارطة طريق لنسلكها فتتحوّل حياتنا إلى فرح دائم كما حصل في عرس قانا حيث تحوّل الماء إلى خمر، والفرح تقدّس بوجود المسيح.
في الواقع، إنّ الله خلقنا على مثاله وأرسل ابنه الوحيد لخلاصنا. هو العالِم بضعفنا وآثامنا ومع ذلك بذل نفسه من أجلنا وافتدانا على الصّليب. هذا الإله الجبّار أتى كي يحوّل ماء خوابينا إلى خمرة طيّبة، لا بل كي يسدّ كلّ نقص فينا.
لمَ لا نثق إذًا به وبتدبيره فنترافق معه في مسيرة الصّوم ونبلغ في ذروتها السّماء عبر قيامته المجيدة؟