دينيّة
19 آب 2014, 21:00

مسيحيّو كوريا الشماليّة يضطّهدون حتّى اليوم.. ولكن الى متى ؟

(تيلي لوميار) لطالما عانت كوريا الشماليّة من الاضطهاد الدينيّ بشكل عنيف ولا يزال سوى عدد قليل من الكنائس التي تديرها الدولة يظهر الحريّة الدينيّة التي باتت شبه مفقودة فمن الجدير ذكره انّ الكنيسة الكاثوليكيّة في البلاد هي كنيسة صامتة وليس لها ايّة علاقة مع الفاتيكان ولا يوجد حتّى كاهن مقيم في المنطقة اذ هناك العديد من الضوابط الشديدة التي تمنع السكّان من ممارسة ادنى الحقوق الدينيّة كالقيام بسرّ التوبة والاعتراف الذي يمنع منعا باتّا.

وقد وصلت هذه الممانعات الى حدّ رفض المحادثات السريّة بين كاهن من كوريا الجنوبيّة وآخر من كوريا الشّماليّة وتعتبر هذه المسالة مستحيلة اذ يمكن اتّهام الكاهنين بالتجسّس. وكانت وزارة التوحيد في كوريا الجنوبيّة قد اعلنت عام 1970 عن عدم ممارسة الشعائر الدينيّة في العاصمة بيونغ يانغ اذ اصبح النّظام منعزلاً. ولكن من دون سبب واضح، أنشأت سلطات الشمال عدد قليل من الكنائس والمعابد في أواخر عام 1980 ولكن تحت سيطرة الحكومة. وخلال عام 1945 وصل عدد الكاثوليك في كوريا الشّماليّة الى 50000 كاثوليك وفقا لمؤتمر الأساقفة الكاثوليك في كوريا، وهناك حوالي 20000 منهم انشقوا عن الصين قبل انتهاء الاحتلال اليابانيّ في شبه الجزيرة الكورية في نهاية الحرب العالمية الثانية. كما ظلّ 300 رجل دين اجنبيّ ومحليّ في عداد المفقودين. الى حدّ الآن تشكّل المسيحيّة التحدّي الايديولوجيّ الاخطر على النظام القائم وسجلّت الجمعية الكاثوليكيّة الكورية 3000 كاثوليكا فيما حصرت الامم المتّحدة العدد الى 800. ويتمّ التدقيق حاليّا في حقيقة انتماء هؤلاء الاشخاص الى الديانة المسيحيّة من حيث الايمان من قبل الحكومة والشّرطة لأن الدستور الكوريّ ينصّ على عدم السماح للاشخاص ممارسة العقائد الدينيّة. وقد حكم على مواطن اميركيّ في كوريا الشماليّة بالسجن 15 عاما والاشغال الشّاقة لقيامه بنشاطات دينيّة وهو ليس المبشّر الوحيد الذي اعتقل في البلاد.