مار نوهرا.. نورٌ في العلوم والإيمان
اثنا عشر عامًا عاشها بالغنى والرّفاهيّة بين أحضان عائلة سكبت في شخصيّته تهذيبًا مميّزًا وثقافة فريدة.
شاء أن يكون كاملاً بعد وفاة والديه، فمضى يبيع مقتنياته ويعطيها للمساكين ليكون له كنـز في السّماء، كما بشّر يسوع المسيح في إنجيل متى 21:19، فتعمّق بدراسة الكتب المقدّسة وتواضع في المأكل والملبس وانصرف يبني المدارس لزرع الأعمال الخيريّة والتّعاليم الرّوحيّة.
مؤلّف، مفسّر، مترجم، عالم، مرشد، داعم للدّيانة المسيحيّة، ظهر كنابغة في عصره يخشاها كبار الملوك، لذا زُجّ وراء قضبان السّجون.
إلّا أنّ ذلك لم يقيّد تبشيره، بل كلامه المحيي في رسائله الدّائمة ردّ كثيرين إلى طريق البرّ وغلغل في أنفس المرتدّين عن الحقّ الإيمان بالدّيانة المسيحيّة.
خوف الملوك الأرضيّين من جبروته لم يزُل قطعًا، فحاولوا إغرائه بالعظمة المادّيّة، إلّا أنّه تمسّك بيسوع المسيح، ما أسكب عليه مُرّ العواقب والعذابات والآلام الجسديّة التي لم تُضعف شجاعته ولم تمحِ صبره، فما كان من لسانه إلّا أن نطق عبارة واحدة، عبارة الحقّ والخلاص: "أنا مسيحيّ".
إجعلنا إذًا، يا ربّ، على مثال مار نوهرا، نأخذ في حياتنا من العلم والثّقافة دربًا خيّرًا نعيشه بتواضع وبرّ. علّمنا أيضًا أن نتخلّى عن الجبروت الأرضيّ فنكرز باسمك أينما حللنا، ونعبدك في كلّ حين ونتمسّك بك وبإيماننا مهما اشتدّت الصّعاب.
ونسألك، يا مار نوهرا، أن تُضئ مسالكنا بالخير والفضيلة، وأن ترفع نقاب الخطيئة عن أعيننا، لنسير بالنّقاوة والقداسة فنستحقّ الحياة الأبديّة مع القدّيسين..