دينيّة
17 آب 2016, 10:30

مار شربل يقود طريقكم.. حتّى في تكساس

ماريلين صليبي
لوحةٌ للقدّيس شربل تبارك الجهة الشّرقيّة للطّريق السّريع المتوجّه صوب جنوب سان أنطونيو في ليتلي، لوحةٌ متأهّبة تنقل كلمات صادقة صارخة: القدّيس شربل يقود طريقكم...

 

جميلٌ هو تعلّق اللّبنانيّين المغتربين بوطنهم، جميلٌ أيضًا هو إيمانهم العظيم بقدّيس الأعاجيب، كما جميلةٌ هي المجاهرة بالدّين المسيحيّ.

من تراب بقاعكفرا وأحجار عنّايا، ارتفع القدّيس شربل قداسةً، قداسة رشّ بذورها اللّبنانيّون في كلّ أقطار العالم لتنبت خلف الغربة والوحدة والمسافات نواة إيمان وخشوع.

هم اللّبنانيّون المغتربون، مثال الانتماء الحقيقيّ للوطن وللدّين، هم الذين أبَوْا أن ينسوا إيمانهم بقدّيس لبنانهم، بل وأرادوا الإكراز به بأوضح طريقة وأوسع أفق وأعلى صوت.

اللّبنانيّون المغتربون تركوا في يومٍ بيوتهم وأراضيهم ورعاياهم لتحملهم رياح الإغتراب في عاصفة قاسية وظروف قاهرة قسريّة إلى بلدان بعيدة تنفح غرابة؛ هم الذين تعجز أقدامهم عن وطء تراب لبنان وزيارة قدّيسيه، حملوا البركة والقداسة إلى حيث هم موجودون، فزرعوا شفاعة القدّيس شربل بالقرب منهم من خلال لوحة شامخة تمضّد الجراح وتروي العطش وتُشبع الرّوح.

لم يخجل اللّبنانيّون من إيمانهم بالقدّيس شربل ولم يبخلوا بنشره إلى الآخرين، هم أرادوا من خلال هذه اللّوحة أن يُقرّبوا سماء الغربة من سماء بلدهم وطرقاتها من طرقات مناطقهم، هم أرادوا أن تعبق أرجاء الإغتراب بنفحة القداسة اللّبنانيّة العظيمة، ليتعرّف كلّ غريب على القدّيس شربل طبيب السّماء.

شفاعة القدّيسين وحضورهم في حياة الإنسان وتدخّلهم بها أبعد من أن تكون ملموسة ومنظورة، إلّا أنّ لبنانيّي الإغتراب أرادوا أن تكون هذه اللّوحة عزاء لحنينهم وكمالًا لإيمانهم...